قبل عام كانت إيران تبدو على أعتاب علاقة جديدة مع أميركا والعالم، لكن الآن حل محل ذلك التفاؤل خيبة أمل واتهامات ضد الولايات المتحدة. في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الاتفاق النووي قد جرى توقيعه توا وبموجبه ستُرفع العقوبات عن بلاده وسيُشكل الاتفاق أساساً للتغيير. وأضاف "إننا لا نسعى فقط إلى اتفاق نووي، بل نريد أن نقترح طريقة جديدة وبناءة لإعادة إنشاء النظام الدولي".

وبعد إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة هذا الأسبوع، عقد روحاني مؤتمراً صحفياً اتهم فيه الولايات المتحدة بالفشل في تنفيذ الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي، قائلا إنه خلال الأشهر الثمانية منذ بدء تنفيذ الاتفاق، أجلت واشنطن تراخيص لمعاملات تجارية ومنعت بلاده من الوصول إلى المصارف الأميركية. وأضاف أن عدم ترقي أميركا إلى مستوى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي في الأشهر القليلة الماضية يمثل مقاربة خاطئة يجب تصحيحها فوراً.

يواجه روحاني انتخابات رئاسية خلال ستة أشهر، وإنه غارق في مزاج الحملة الانتخابية، وإن توبيخه العلني لأميركا يعكس خيبة الأمل التي يشعر بها كثير من الإيرانيين الذين كانوا يتوقعون انفراجاً اقتصادياً بعد رفع العقوبات بموجب الاتفاق النووي.

قال الأستاذ الباحث بجامعة كولومبيا، غاري سيك، إن روحاني يتعرض لانتقادات داخل إيران لأسباب عدة، أكبرها أنه باع مصالح إيران، وأنه يتعامل مع الأميركيين بدفء أكثر من اللازم، مضيفاً أن بقاءه بأميركا خلال زيارته الراهنة كلما طال كبده خسائر على صعيد التأييد الشعبي.

وكانت تبدو هناك فرصة ضئيلة للقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وروحاني خلال زيارة الأخير التي تستغرق 48 ساعة فقط.

كان من الواضح دائماً أن أي تقارب بين واشنطن وإيران سيأتي ببطء. ففي العام الماضي شكلت مصافحة بين الرئيس أوباما ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خبراً هاماً في طهران، حيث وصف مسؤولون هناك المصافحة بأنها "مصادفة" لاسترضاء المتشددين الغاضبين.

وقالت نائبة مدير "مبادرة مستقبل إيران" في المجلس الأطلنطي، باربارا سالفن، إن روحاني لا يستطيع أن يبدي أي اهتمام بأميركا، "عليه أن يرى النصف الفارغ من الكوب فقط، حتى لا يبدو ليناً تجاه واشنطن".

وفي مؤتمره الصحفي بنيويورك قال روحاني إنه يراقب الحملة الانتخابية الأميركية باهتمام، لكنه أعرب عن تشاؤمه بالنتائج المحتملة، قائلاً إنهم وخلال 38 عاماً رأوا عدداً من الرؤساء الأميركيين بعضهم أفضل قليلاً من الآخرين.