بعد سلسلة من الهزائم على أرض المعركة، وفقدان السيطرة على مدن إستراتيجية مثل الفلوجة في العراق ومنبج وجرابلس في شمال سورية، عاد تنظيم داعش إلى إحياء أنشطته الدعائية على الإنترنت عبر قنوات وسائل الإعلام المركزية.
وفي الأيام العشرة الأخيرة من أغسطس، أصدر داعش مجلتين ملونتين، واحدة باللغة الفرنسية والأخرى باللغة العربية، مرتبطتين بأكثر من 15 شريط فيديو ومقاطع صوتية تروِّج للعنف والقتل الوحشي للسجناء والمدنيين. وبعد تحليل دقيق لهذه المواد، يحصل المرء على انطباع بأن داعش يسعى للتعويض عن الهزائم العسكرية بالنشاط الترويجي. وغالباً ما تصوِّر أشرطة الفديو الأطفال من آسيا الوسطى كأبطال قدموا إلى سورية مع والديهم، وانضموا إلى مجموعة شباب داعش للقتال، بمسمى"أشبال الخلافة".
في 26 أغسطس بث داعش مقطع فيديو مروعا بعنوان "الأمم المتحدة ضدك"، يُظهر خمسة أطفال (تتراوح أعمارهم بين 10-12 عاماً) وهم ينفذون قتل جنود من الميليشيات الكردية. وكان الأطفال يرتدون زياً عسكرياً، عند تنفيذهم عمليات القتل، في حين يرتدي السجناء ملابس السجن البرتقالية.
ووفقاً لمصادر خاصة من قرغيزستان، فإن نحو 140 قاصراً من قيرغيزستان تم إرسالهم إلى معسكرات تدريب في العراق وسورية، علماً بأن الغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال تقل أعمارهم عن 14 عاماً، وإن ما يقدر بـ85 طفلاً دون سن العاشرة. ومع أن السلطات لم تحدد عدد الأطفال الذين يأتون إلى داعش من كازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، إلا أنه وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان فإن أكثر من 600 طفل من آسيا الوسطى موجودون الآن في المناطق التي يسيطر عليها داعش في العراق وسورية. وقد جاء معظم هؤلاء الأطفال إلى مناطق النزاع بمعية والديهم.
ووفقاً لتقديرات جهات متعددة، هناك 4 آلاف مقاتل من آسيا الوسطى يقاتلون بجانب مجموعات مختلفة في العراق وسورية. وتتفاوت تقديرات عدد الأطفال من جمهوريات الاتحاد السوفيتي، ولا أحد يمكنه تحديد عددهم بدقة.
أجرى رئيس مؤسسة "كويليام" نعمان بنتوماني، تحليلاً لوضع الأطفال في داعش، فقال: من الواضح أن تسجيلاً لعدد الأطفال في الجماعات المسلحة هو مشكلة كبيرة الآن في العراق وسورية، وأن تجنيد الأطفال والمراهقين يشمل العديد من المنظمات، بما في ذلك داعش وجبهة النصر.
لقد فشلت حكومات آسيا الوسطى في وضع برامج لحماية الأطفال على غرار ما هو موجود في بريطانيا، حيث تُمنح أولوية هامة من قِبل الوكالات الحكومية لدمج المتطرفين السابقين في مجتمع سلمي جديد، وإعادتهم إلى الحياة المدنية. ومع ذلك لم يحدث شيء يذكر في هذا المجال حتى الآن.