بعد أقل من أسبوع على تنظيم المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بمصر، مؤتمراً لبحث مستقبل القضية الفلسطينية، كان أغلبية حضوره من غزة، استقبلت القاهرة أمس، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، محمد دحلان، المعروف بخلافه وعدائه مع الرئيس محمود عباس، وهو ما جدد الأنباء التي تواترت خلال الفترة الماضية عن خلافات بين القاهرة وأبو مازن.
ووصل دحلان القاهرة أمس في زيارة قالت مصادر في الخارجية المصرية إنه سيلتقي خلالها عددا من المسؤولين المصريين لبحث سبل التوصل إلى مصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وأضافت المصادر التي رفضت ذكر اسمها في تصريحات إلى "الوطن"، "مصر تسعى لتسوية الخلافات داخل فتح، تمهيداً لإجراء مصالحة شاملة، وهو ما سبق أن تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأنه مع نظيره محمود عباس، أثناء زيارة الأخير لمصر في مايو الماضي، وذلك كخطوة على طريق إجراء مصالحة بين الفصائل الفلسطينية تمهيدا لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل".
الدعوة للحياد
شهدت القاهرة مؤتمرا لبحث القضية الفلسطينية، بحضور 80 مدعواً، أغلبهم من غزة والباقون من المقيمين بالقاهرة، مما دفع عضو مجلس النواب، سمير غطاس إلى القول "هذه الخطوات تثير حالة من الجدل وتعد انقلاباً على أبومازن، وخروجاً على الثوابت المصرية التي لم تسجل في كل تاريخها انحيازا ضد الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني".
بدورها، قالت الباحثة المتخصصة في الشأن الفلسطيني، الدكتورة نعيمة أبومصطفى، في تصريح إلى "الوطن"، "لا أحد يمكنه أن يفرض على الإرادة الفلسطينية شخصاً بعينه، خاصة أن هناك قيادات تاريخية يمكنها ملء أي فراغ يتركه رحيل عباس عن المشهد، وهي قيادات لها مواقف وطنية مشهودة، ويمكنها تحقيق إصلاح اجتماعي وسياسي وفكري لحركة فتح وللسلطة الفلسطينية".
السعي لتحقيق المصالحة
نفى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عبدالمنعم المشاط، ما تردد عن انحياز مصر لدحلان، وقال "المؤتمر استهدف وحدة الصف الفلسطيني وإزالة الخلاف بين حركتي فتح وحماس، والمصالحة بينهما وعدم تعميق الخلافات، ومناقشة إمكانية تنظيم مؤتمر دولي لإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة"، نافياً في الوقت ذاته أي سعي مصري لتصعيد دحلان داخل حركة فتح على حساب أبومازن، أو فرض مصالحة على الرئيس الفلسطيني تعيد القيادي الفتحاوي المفصول إلى الضفة، تمهيدا للعب دور مستقبلي حال غياب عباس عن المشهد"، على حد قوله.