يدور في مكتب طلاب الدكتوراه في الجامعة الكثير من الأحاديث التي يطلب مبتدئها الرأي في مسألة ما كان يسأل طالب رأينا في قبوله عرض الجامعة في البقاء كباحث مدة عامين في الجامعة، والتي تعرض ذلك على الطلاب الأجانب المتميزين لأنها مركز أبحاث بالدرجة الأولى، في خضم نقاش حول المميزات والإيجابيات همس طالب أن التاكس أو الضريبة ستفرض على الباحث لتبدأ بعض التعليقات التي تطال نظام الضرائب في بريطانيا ليقول طالب بريطاني بحزم إن نظام الضرائب البريطاني ليس محل نقاش.
في الحقيقة مهما كبر أو صغر سن البريطاني لن يسمح لك بانتقاد بلاده أو أنظمتها، بل نظام الفيزا يخبرك بذلك قبل أن تستلم الإذن بالدراسة أو العيش في بريطانيا، فتقاليدهم وأنظمتهم ليست مجالا يسمح لك فيه بإبداء رأيك.
قبل سنوات حاول شخص عربي فتح مطعم وتسميته مطعم الملكة، وكاد يغمى على البريطانيين من مجرد تخيل اسم ملكتهم المعظمة كما يسمونها على مطعم كباب.
في الصحف الرصينة ستجد عشرات المقالات خاصة في الصيف تنتقد الغنى والترف الذي يظهر على الخليجيين في لندن، لكنك لن تجد مقالا واحدا ينتقد ما ارتدته زوجة ولي العهد كيت ميدلتون في مناسبة واحدة، والذي يتكلف أحيانا أكثر من نصف مليون ريال، فالعائلة المالكة في نظر البريطاني يجب أن تظهر كعائلة مالكة بريطانية بكل الأناقة المرتبة والفخامة اللائقة.
في الحقيقة أن البريطانيين كانوا دائما مختلفين منذ قرر جيرانهم الثورة بدعوى الحريات، وظلوا في أنهار من الدماء قرنين من الزمان انتهوا فيها من دكتاتور إلى آخر حتى وصلوا إلى آلاف الأكاذيب حول الإنسانية، ليس آخرها إجبار مسلمة على خلع ملابسها على الشاطئ، وإذلالها في الوقت الذي لم يثر البريطانيون ولم تسل نقطة دم واحدة منهم، وقادوا بلادهم مع ملوكهم نحو الحضارة والحريات والإنسانية والقوانين التي تعتمد على مبدأ خذ من أغنيائهم وأعط فقراءهم، ومبدأ أنت أيضا مراقب ومن حقك مادمت بريطانيا أن تسأل رئيس الوزراء عن مكينة القهوة التي ظهرت خلفه في صورة وهو في مكتبه ليضطر كامرون لنشر الفاتورة في كل مكان ليثبت أنه اشتراها بحر ماله وليس من مال الشعب.