استبق المتمردون الحوثيون الهدنة التي تدخل حيز التنفيذ مع أولى ساعات اليوم، حيث شنوا، أمس، قصفا عشوائيا عنيفا استمر عدة ساعات على أحياء مدنية في مدينة تعز، ركزت على حي الزنوج، شمال المدينة. وقال المركز الإعلامي إن القصف بدأ في العاشرة صباحا، وامتد بعد عدة ساعات ليشمل مقر اللواء 35 مدرع والأحياء السكنية المجاورة له، وكذلك منطقة غُراب غرب المدينة. مشيرا إلى أن قذائف الانقلابيين تنطلق من مواقع تمركزها في شارع الستين ومن جبل الوعش بشارع الخمسين شمال المدينة. وأضاف المركز أن طائرات التحالف العربي لاستعادة الشرعية تدخلت بقوة وشنت غارات عنيفة على الموقعين المذكورين، ودمرت دبابتين ومدفعي هاوزر ومدفع بي 120، مما أدى إلى إسكات المدافع وتوقف القصف.
سوء النوايا
أضاف المركز في بيانه أنه سمع دوي انفجار هائل في منطقة الوعش، وتطايرت شظايا مقذوفات عسكرية، مما يؤكد انفجار أحد مخازن أسلحة المتمردين. مؤكدا أن إقدام الحوثيين على تكثيف القصف على السكان، قبل ساعات معدودة من دخول الهدنة التي التزموا بها يكشف سوء نواياهم وإصرارهم على التصعيد، وعدم ميلهم إلى التهدئة، ودعا إلى التشدد في مراقبة الهدنة، وقال "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بحاجة إلى التعامل بصورة حازمة مع الانقلابيين الذين اعتادوا خرق الهدنات السابقة، وأن يتم تشكيل لجنة مراقبة دولية توجد على الأرض في كافة المدن والمحافظات، بحيث تقوم فورا بتحديد الجهة المسؤولة عن أي انتهاك، وتعلن ذلك على الملأ".
التقاط الأنفاس
قال رئيس دائرة التوجيه المعنوي لقوات الجيش الوطني، اللواء محسن خصروف، إن الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة تخدم مصالح الانقلابيين، الذين يسارعون إلى إبداء رغبتهم في التفاوض، كلما تزايد عليهم الضغط العسكري في جبهات القتال. وأضاف في تصريح إلى "الوطن" "بمجرد أن تحقق قوات الجيش والمقاومة تقدما في الجبهات، يسارع الانقلابيون وحلفاؤهم للحديث عن الهدنات ووقف القتال، بينما يغضون الطرف عن الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون. والهدنة الأخيرة ستتيح فرصة جديدة للحوثيين لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب الأوراق، ولملمة الصفوف، استعدادا لمهاجمة مواقع للجيش والمقاومة.