يظهر اقتدار الشاعر اليمني الكبير(محمد أحمد منصور)على الذهاب إلى أقصى درجات الوفاء، والمديات الشعرية الواسعة، عبر لغة ثرية ودافقة وتمايز وطني متقد، وحضور عروبي عميق ودلالات تفصح عن مكنونات ثرية، وإعلاء لشأن المملكة العربية السعودية مهد الإسلام والسلام، وما تمثله من جاذبية ومكانة كونية واستجابة وجدانية في قلب كل عربي ومسلم على سطح المعمورة، تمتلئ الذاكرة بالخزين الفائض والمحتشد في شعره واليقظة المغدقة والأنساق الشعرية المعبرة عن الوشيجة التاريخية، والمرويات الواقعية من ثوابت القول ورسوخ الاهتداء الصادق: (من كعبدالعزيز وقد وحد الشعب ولولاه أصبحوا أفرادا) (من كعبدالعزيز إن وطئت رجلاه في الشرق أنبتت أمجادا) (من كعبدالعزيز قد حام كالصقر وقد رد ملكه واستعادا) (قد حمى الكعبة المشرفة الغراء وآوى الحجيج والوفادا) (ملك لم يمت له اليوم مجد فهو حي يزاحم الأطوادا ) وتستمر حرارة الأداء الشعري للمنصور في العديد من قصائد مجموعته (الشعرية الكاملة) ومدخراته الباهرة وتمجيد وطن العروبة وحضن الإسلام، وما حققه قادته من معجزات حضارية وتضحيات تاريخية في سبيل الأمتين العربية والإسلامية: (قل (لغمدان) هل رأى الشمس لما أن كساها (آل السعود) سعودا) (يا يراعي ومجد (آل سعود) مد في الشرق ظله الممدودا) (فتغنى وأرسل على الأفق لحنا يمنيا وجس نايا وعودا) (وترنم بمجدهم ونظم الشعر وردد ألحانه ترديدا) (وانطلق في سما (الجزيرة) إشعاعا ترى الملك كيف كان رشيدا) (ملك (عبدالعزيز) قد بهر الشرق وأرسى أعلامه والبنودا) (نصر المسلمين في كل صقع ورمى بالحشود تلو الحشودا) افتتن الشاعر اليمني بشخصية صقر الجزيرة وموحد شتاتها، وبالأسرة السعودية وما تمثله من قيم راسخة وموضوعية وحضور مؤثر في المشهد الدولي والمسرح العالمي، مستحضرا في شعره يقين الإنصاف وسطوع الجوهر:(ملك وحد الجزيرة لما فك عنها أغلالها والقيودا) (وعلا صوته على الأرض بالتوحيد في قومه فهز الوجودا)، (وتهاوى أمام صرخته الشرك فأعلى الإيمان والتوحيدا)، (من (كعبدالعزيز) أضحى إماما مد عدلا مدى الزمان مديدا)، (من كعبدالعزيز أنجب في الأفق نجوما دارت عليه سعودا)، (قد تغنى آباؤنا فيه قِدما فتبعنا آباءنا والجدودا) في شعر محمد منصور تلمح تلك النصاعة الصافية والوضوح المباشر، والحقيقة الصادقة وقراءة الواقع والمسارات التاريخية، ونبض الروح الوطنية دون افتعال أو مداهنة أو تزلف: (إذا وقفوا على عرفات يوما وكبر فوقها لله وفد) (أرى آل السعود نجوم أفق يدير مسارها عز ومجد) (إذا ما غاب في الآفاق نجم أطل بأفقهم نجم وسعد).

تعلو نبرة الشاعر المنصور في جل قصائده وتوليد دلالاتها، نضاحا بالتجسيد المستفيض وثبات الموقف المنصف، والإفصاح الحميم عن مشاعره المترعة بالدلائل الماثلة (آل السعود وقيتم كل كارثة لكم من الله تأييد ومعتصم)، (الرافعين لدين الله رايته مازال في ظلها الإسلام ينتظم)، (الحارسين لبيت الله ما برحوا ومن سواهم على أبوابه خدم)، (الملك مازال في (آل السعود) لهم حقا وملك سواهم في الورى حلم) (حاربتم عصبة (الإرهاب) فانهزمت أعوانه فهو مدحور ومنهزم).