قبل سويعات من إعلان روسيا الفجائي، أمس، وقف غاراتها على الأحياء الشرقية المحاصرة بمدينة حلب، قبل يومين من دخول الهدنة المقررة غدا، والتي تستغرق 8 ساعات، كثف الطيران الحربي الروسي غاراته على المدينة، بعد سلسلة من الغارات الشرسة التي تشنها قوات النظام على عدة مناطق للمعارضة المسلحة، وأفادت مصادر محلية، أن الغارات التي شنها الطيران الروسي في الساعات الصباح الأولى أمس، أودت بحياة خمسة مدنيين، فيما كثفت الغارات استهداف عدد من الأحياء المحاصرة من بينها السكري، وبستان القصر، والصاخور، والفردوس، والأحياء القديمة من حلب.
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو أمس، خلال اجتماع لهيئة الأركان، أن توقف ضربات الطيران الروسي والسوري يأتي من أجل تطبيق الهدنة الإنسانية، مضيفا "وقف النار يساعد في نجاح المحادثات التي تتمحور حول الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين في حلب".
ضغوط دولية
يأتي قرار موسكو بوقف إطلاق النار المقرر غدا، واستباقه بقرار أمس، بعد سلسلة من الإدانات والاستنكارات الشديدة من قبل المجتمع الدولي الذي اتهم النظام السوري وحلفاءه، بارتكابهم جرائم حرب في سورية، فضلا عن محاصرة الأحياء السكنية في مدينة حلب التي تفتقر للمساعدات الإنسانية، الأمر الذي يهدد بمزيد من تفاقم الأزمة، والتي يدفع خسائرها المدنيون. وكان التصعيد قد جاء إثر انهيار الهدنة التي توصلت إليها كل من واشنطن وموسكو، في 19 من سبتبمر الماضي، ولم تستمر سوى أسبوع واحد، لتشن بعدها قوات الأسد والطيران الروسي موجة من الغارات الدامية على أحياء حلب الشرقية ومعظم المدن الأخرى التي لم تسلم حتى المستشفيات والمدارس منها.
وتقدر عدد من الإحصاءات الدولية، أن هناك ما يربو عن 300 ألف شخص في شرق حلب، يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، تتطلب وقف النار بشكل فوري، وإدخال المساعدات العاجلة لهم، الأمر الذي أكدته الأمم المتحدة في بيانها، وطالبت بهدنة تستمر 48 ساعة على الأقل، حتى يتسنى لها إدخال المساعدات بشكل أسرع.
صدمات الأطفال
أكدت مجلة "نيوزويك - الأميركية"، أن الكارثة الإنسانية التي وصلت لها الحرب السورية وخاصة على المدنيين، تجعل من الصعب تجاهل كل تلك الكوارث التي تحل بالأطفال والنساء والشيوخ اللذين لم ينخرطوا في الصراع القائم بالبلاد. وبحسب المجلة، فإن المدنيين في حلب يتجاوزن 300 ألف شخص من بينهم نحو 100 ألف تم حجزهم بشكل أو بآخر، ويعيشون من غير مياه صالحة أو أغذية متوفرة، بعد أن قُطعت عنهم بفعل الحصار المفروض على المدينة. وتصف الصحيفة الأطفال اللذين يتعرضون للبراميل المتفجرة والقصف الحربي، أنهم يعانون من فجعة الصدمات التي أصبحت مستمرة منذ 5 سنوات، فضلا عن فقدان ذويهم في الحرب، مشيرة إلى أن هذه هي الحقيقة اليومية المفجعة المستمرة في سورية.