إذا كان عنوان هذه المقالة قد اجتذبك باعتباره متعلقا بالشأن الرياضي، فأنت تقرأ رأي الكاتب الرياضي الخطأ.

أشجع الهلال، هي الإجابة التي تقابل السائل عن انتمائي الرياضي، وغالبا ما كنت أُلحق هذه الإجابة بطرح موضوع آخر يعتقني من حرج جهلي بأسماء معظم لاعبي الفريق، وعلى رأسهم سنمار الفريق "حارس المرمى".

لست متأكدا من استحقاقي مسمى المشجع، كل ما أستطيع تأكيده أنني وُلدت في بيئة كل أفرادها هلاليون، وأرغمت على تشجيع ما يشجعون "مكرها لا بطل".

في الحقيقة، لست بصدد انتقاد المتعصبين رياضيا فأنا أستجدي رحمة الله بمعرفتي لقدر علمي بهذا الشأن، إلا أن ما جعلني أنقم الولاء للأندية هي تلك الحالة التي يصنعها الميل للكيان، والتي قررت أن أسميها "مهلكة الوجهة الواحدة".

فالمشجع الهلالي -مثالا لا حصرا- قد يوقعه تعصبه لناديه في شباك الحرمان من التمتع بإبداعات لاعب مميز مثل "عمر السومة"، مما يجعله مع تزايد عاملي الزمن والولاء حبيس اللون الأزرق ومهارات مرتديه، ومسخرا لمناكفة بقية المشجعين، ولأنني لا أحبذ افتقاد ثقافة الانتقاء والحرمان من استنشاق زهور بقية البساتين، فقد فسخت عقد الودّ مع الساحرة المستديرة.

فإن صح وجود تلك الحالة في المجال الرياضي، فإنها أصح تعمقا في بيئة الحراك الفكري، فما يصلنا من شظايا خلفتها حروب التيارات المحيطة، يدل على سيطرة حالة الوجهة والخطاب الواحد في كلا الطرفين، بحيث أصبح الغرض من الصراع الفكري الحالي القضاء على التيار الآخر نهائيا بما يكلفه هذا الغرض من هدم لطموحات الوطن في خلق أجيال ذات انتماءات مختلفة وتوجه متفق.

جدير بمن له يد في خلق كل هذه الصراعات العودة إلى التاريخ قليلا، والنظر في حال الأمم التي سعت إلى سيطرة الخطاب المتفرد على مفاصل وطنها، كعهود الإقطاعيين الذين أُرغموا على حمل عواقب ثورات العمال، وغيرها كثير من المحاولات البائسة التي سعت إلى توحيد الخطاب مما آل بها إلى الاندثار.

أجزم أن مرابحك من تلك الجوانب التي تتفق بها مع ذلك التيار لن تكون أقل من خسارتك في حروبك معه.

بالمناسبة: من حارس الهلال؟