بعيدا عن الخطابات الرنانة لمسؤولي وزارة التعليم، والمحشوة بعبارات الإنجاز والحماس، يبدو أن أطول إجازة في تاريخ التعليم لم تكن كافية بالاستعداد الجيد للعام الدراسي الجديد!

أما وقد مضى الأسبوع الأول على العام الدراسي، تكشّف فيه أن تلك الاستعدادات لم تكن سوى للاستخدام الإعلامي، أما على الواقع فالأمر مغاير تماما، ولا أعلم ماذا كانوا يفعلون طوال الأشهر الأربعة الماضية؟!

إذ هناك عجز واضح في المعلمين والمعلمات، وهذا الأمر ليس سرا يفشى، فكثير من إدارات التعليم تتحدث بصراحة وعبر حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، عن وجود عجز في المعلمين لديها.

لكن الذي أخشاه أن يقدموا على سد العجز بآليات تكون على حساب جودة التعليم، كإسناد بعض المواد إلى معلمين غير مختصين بها، أو دمج الفصول وتكديس الطلاب، ونحو ذلك.

الخلل الآخر، هو نقص الكتب الدراسية، وهذه المشكلة أصبحت تتكرر في السنوات الأخيرة في بعض المراحل الدراسية، لكنها تختلف هذا العام بشمولية نقص المقررات لكل مراحل التعليم العام الثلاث: الابتدائي والمتوسط والثانوي. ولو كانت المساحة كافية هنا، لذكرت ماهية الكتب التي لم تصل إلى المدارس حتى الآن!.

أما نظافة وصيانة المدارس، فحدّث ولا حرج، إذ أوكلت إدارات التعليم إلى قادة المدارس هذه المهمة، ونظرا لعدم توفير عمالة أو التعاقد مع شركة نظافة، أصبح قائد المدرسة بين خيارين: إما استقدام عمالة على كفالته، وهو خيار صعب لعدم قدرة كثير منهم على ذلك، لذا لجأ الغالبية إلى الخيار الآخر، وهو الاستعانة بعمالة غير نظامية ومخالفة لنظام العمل والعمال، وهذا الأمر بالمناسبة شائع في معظم المدارس الحكومية وعلى مرأى ومسمع ورضا من وزارة التعليم وإداراتها في المناطق والمحافظات.

عندما يعود الطالب إلى مدرسته، ولا يجد معلمه أمامه، أو كتابه على الطاولة، يصبح نوع الجاهزية التي يتحدث عنها مسؤولو وزارة التعليم هو "ضمير غائب"!.