استخدمت الصين البساط الأحمر لاستقبال كل زعيم عالمي حضر قمة مجموعة الـ20 في بكين التي عُقدت يومي 4 و5 سبتمبر الحالي، باستضافة من الرئيس الصيني شي جين بينج. ولقد شمل هذا الاستقبال جميع قادة القمة، ما عدا رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، الذي لم يُسمح له بالخروج من الباب الأمامي لطائرة السلاح الجوي التي كانت تقله برفقة حاشية البيت الأبيض، ومصور صحفي، تعرضوا جميعا للمضايقة عمدا.

ويُعد هذا التصرف المخطط له بوضوح من مضيفه الصيني شي جين بينج، ازدراء واضحا مشاهدا في جميع أنحاء العالم. وكانت الرسالة المعنية أن الصين لم تعُد تعتقد أنه من الضروري أن تكون تابعة للولايات المتحدة، أو حتى تكنُّ لها الاحترام، بعد أن بدأت تتفوق على أميركا بشكل واضح. 

وبدلاً من محاولة الرئيس أوباما التقليل من أهمية هذا التصرف الواضح الذي يُعد "صفعة في وجهه"، كان ينبغي عليه أن يتذكر أن مجيئه لبكين يُمثل الولايات المتحدة، وهو الذي يُعتبر القائد الفعلي للعالم الحُر. ولذا كانت معاملة الصينيين للرئيس أوباما غير مقبولة على الإطلاق. وطالما الصينيون رفضوا معاملته وضيافته بالطريقة اللائقة المعتادة، فكان عليه أن يأمر قائد الطائرة بمغادرة بكين على الفور. ولو فعل أوباما ذلك، فأنا واثق من أن الصينيين سيوفرون له السلالم المخصصة لنزول الرؤساء، مثلما فعلوا للرؤساء الآخرين.

الصين، التي شجعها فشلنا في التصرف كقوة عظمى، رفضت "المحكمة الدولية" في لاهاي مزاعمها بأن لديها حقا قانونيا لتنفيذ "خط 9 داش". وعلى الرغم من ذلك أعلنت الصين مواصلة عسكرة الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وتقوم الآن بإجراء مناورات بحرية لمدة 8 أيام بالاشتراك مع روسيا بهدف الدفاع عن تلك الجزر المتنازع عليها.

ولكن الغرض الحقيقي من هذه العملية هو بث رسالة إلى الولايات المتحدة بأن بحر الصين الجنوبي ينتمي إلى الصين، وأن روسيا ستساعد الصين في الدفاع عن تلك الجزر إذا دعت الحاجة  لذلك، وهذا يُعد تحديا واضحا لتقاليد "حرية الملاحة" ولاحترام القانون الدولي.

الصين، في اعتقادي، تحاول تمهيد الطريق لحادثة مفتعلة لاستدراجنا في مواجهة معها، حيث إنها تطالب بصفة غير مشروعة بالاعتراف بملكية جزيرة "سكاربورو شول"، التي لا تبعد سوى بضعة أميال بحرية من "خليج سوبيك"، المتاخم لأراضي الفلبين التي أعلنت بشكل واضح أنه يقع داخل منطقتها المستثمرة اقتصاديا. 

ومن أجل منع العداء الصريح، فإننا، جنبا إلى جنب مع حلفائنا، بحاجة لاتخاذ إجراءات علنية وسرية على حد سواء لرفع مستوى "ردع خصومنا بشكل كبير"، ليس فقط في شرق آسيا، وإنما في الشرق الأوسط أيضا.