وزع مسؤول الإرهاب العالمي الأول أو الثاني أو الثالث على الأقل أفيجدور ليبرمان خريطة الداعمين للإرهاب والرافضين له فضلا عن تعريف المصطلح الذي أعيا المفكرين على مستوى العالم. ووفقا لليبرمان فإن "روسيا ومصر وتركيا, وكذلك دول أخرى ، تنتهج نوعا من السياسة يميز بين الإرهاب الجيد والسيئ .. بين الإرهاب الذي يستهدف إسرائيل وذلك الذي يضرب في مكان آخر". قريبا من ذلك وزع ليبرمان قبل أيام خطة مهاجمة السعودية على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
ومن الواضح أن خريطة التوزيع تلخص فكر إسرائيل الحديثة وموقفها من الإرهاب, فالأخير هو كل ما يمس الدولة العبرية المصطنعة بسوء, سواء كان هذا السوء بالفعل أو القول, وما عدا ذلك فلا مانع. ووفقا لهذه الرؤية الجهنمية فإن دعم الشعب الفلسطيني بالقول أو العمل هو إرهاب كامل الأوصاف, باعتبار أن هذا الشعب حجر عثرة في طريق دولة الأمن والأمان وساحة الحرية والديموقراطية في العالم!
وإذا كان هذا هو الإرهاب السيئ في نظر الإرهابي الأعظم عديم النظر ليبرمان, فإن الإرهاب الجيد بالتأكيد هو القضاء على دول وشعوب أخرى حتى ترتاح واحة الأمن والديموقراطية من شرورهم, وهي دول وشعوب أكثر من أن تعد ، معظمها يتحدث العربية, وبعضها يتحدث التركية, وهناك جماعات تتحدث الفارسية, وأخرى أوردية.
لقد وصل مستوى الإرهاب وفقا لخريطة ليبرمان إلى دول وشعوب في أمريكا اللاتينية, وأخرى في أوروبا, بل إن الإرهاب وصل للولايات المتحدة ، ليس من خلال بن لادن أو الظواهري, وإنما من خلال شخص من أصول كينية إفريقية بات يتحدث بمناسبة ومن دون مناسبة عن حقوق شعب فلسطين وحل الدولتين.