لم تجد ميليشيات التمرد الحوثي وسيلة للتصدي للحملات العنيفة المفاجئة التي شنتها قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية على مواقعها في معقلها الرئيسي بمحافظة صعدة، سوى الاستنجاد بقبائل المحافظات المجاورة لرفدها بالمقاتلين، لاسيما بعد التقدم السريع المتواصل الذي تحققه القوات الموالية للشرعية.
وقالت مصادر إعلامية إن زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، أرسل ابن عمه، رئيس ما تسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، للاجتماع بمشايخ حاشد وبكيل، وطلب وقوفهم إلى جانبه، وإرسال مقاتليهم للدفاع عن صعدة، إلا أن كبار مشايخ القبيلتين رفضوا لقاءه، وقاطعوا الاجتماع الذي تمت الدعوة له منذ يومين، فيما أرسل بعضهم مندوبين عنهم أكدوا التزام مشايخهم بعدم القتال في صفوف المتمردين، وتمسكهم بالوعود التي قطعوها لقيادة التحالف العربي بالانحياز إلى جانب الشرعية.
رفض الإغراءات
أضافت المصادر أن الحوثي حاول إغراء مشايخ القبائل بالمال، وتعهد بدفع مبالغ مالية كبيرة لهم إذا وافقوا على طلبه، إلا أن المشايخ رفضوا الانسياق وراء تلك المحاولات، وتمسكوا بموقفهم المعلن، مشيرا إلى أن السبب في الموقف القوي للقبائل اليمنية يعود إلى شعور مشايخها ووجهائها بالنقمة والغضب على الانقلابيين، بسبب الأوضاع المعيشية السيئة التي وصلت إليها اليمن، نتيجة للسياسات الخاطئة، ونهب المتمردين لأموال وموارد الدولة. كما أن الاتصالات التي أجراها نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر – الذي يتمتع بنفوذ واسع لدى القبائل – مع كافة المشايخ وإقناعهم بعدم الوقوف إلى جانب التمرد كان لها أثر كبير في انحياز معظمهم، لاسيما في مناطق الحزام الذي يحيط بصنعاء، إلى جانب القوات الموالية للشرعية.
انفضاض الحلفاء
فشلت كذلك محاولات الحوثي في إقناع قبائل محافظة عمران، التي بدأ زيارة لها منذ الخميس الماضي، حيث التقى بعض المشايخ الموالين لجماعته في مديريتي جبل يزيد وعيال سريح، وطلب منهم إمدادهم بمقاتلين للدفاع عن معقلهم في صعدة، إلا أن المشايخ أبدوا تذمرهم من تزايد عدد القتلى في صفوف أبنائهم، وسقوط المئات منهم بين قتيل وجريح خلال الفترة الماضية في جبهات نهم وصرواح والجوف وتعز، واتهموا الانقلابيين بتعمد وضع أبنائهم في صفوف القتال الأمامية، فيما يحظى أبناء ما تسمى بالقبائل الهاشمية بمعاملة خاصة، ويوضع أبناؤها في مناطق أكثر أمنا، لا يتعرضون فيها للمخاطر.