قبل أن تطلق حكمك على هذا الموضوع الحساس، وقبل أن تتغلب عليك عاداتك وتقاليدك، وقبل أن تعتقد أنها حرب على الدين، اسأل نفسك:
هل تؤمن بأن والدتك أقل منك إنسانية؟ هل هي طفل لا يعي تصرفاته؟ ربما والدتك مختلفة ولها محبة خاصة في قلبك.
دعنا نتحدث عن أختك: هل تعتقد بأنها عديمة تربية؟ أليست تخاف على نفسها وعلى شرفها وعلى اسم عائلتها أكثر من خوفك عليها؟ هل تعرف أن هناك فتيات كثيرات زُوّجن غصبا عنهن؟! هل تعرف أن هناك موظفات منعن من الزواج من أجل ولي يستفيد من رواتبهن؟!
حتى في أبسط حقوقها: فتاة تريد أن تحول من قسم إلى آخر في الكلية نفسها تحتاج موافقة ولي أمرها في بعض جامعاتنا!
هناك ما هو أبشع من ذلك: تخيل أن بعضهن تزوجن سدادا لديون أوليائهن! تماما كالبضاعة تباع وتشترى.
تخيل أن أرملة أو مطلقة يكون ابنها الذي أنجبته وربته وعلمته، هو الآمر الناهي في حياتها! حتى في استخراج الجواز والسفر، لا يحق لها ذلك إلا إذا كانت تحمل صكا من المحكمة يفيد بأنها ولية نفسها! عدا ذلك فهي تحت رحمة ابنها الذي كانت تغير له ملابسه المتسخة!
إذا كنت لست من هذه العينات، فلماذا تخشى إنصاف المرأة؟ وإذا كنت أحد هذه العينات فلا ألومك إذا عارضت، سواء تحت مسمى الدين أو تحت مسمى العادات والتقاليد، أو حتى بمحاولة إقناع الناس بأنها مؤامرة خارجية تدعمها الصهيونية وإيران وروسيا بالتعاون مع الشيطان.
نحن لسنا مجتمعا ملائكيا، صحيح قد يوجد فساد أخلاقي عند بعض الفتيات كما هو موجود عند بعض الشباب، ولكن لماذا يتحمل المجتمع كله خطأ أقلية لم تُحسن تربية أبنائها؟.