دعا المشرف على وحدة الآفات وأمراض النبات في كلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور خالد الهديب، المسؤولين في الجهات الحكومية ذات العلاقة إلى ضرورة تطوير المحاجر الزراعية، ورفع مستوى الكوادر الفنية والإدارية في تلك المحاجر وبشكل دائم، وتزويدهم بالأدوات والأجهزة المتطورة كي تساعدهم في الفحص والكشف على النباتات والمنتجات النباتية والتأكد من خلوها من الإصابة بالآفات والأمراض، مطالبا جميع الدول التي نتبادل معها المنتجات الزراعية أو الشتلات أو البذور إحضار شهادات تثبت خلو تلك الشحنات من آفات وأمراض النباتية، مضيفا أن المنتج الزراعي السعودي عند تصديره لتلك الدول يتطلب منه الكثير من الشهادات لإثبات خلوه من الآفات والأمراض.




آفات النخيل

كشف الهديب لـ"الوطن" عن آفتين قاتلتين تهددان زراعة أشجار النخيل وهما: مرض البيوض "فطري"، ومرض الاصفرار المميت "فيتوبلازما"، قادمتين من المغرب العربي، ودول الكاريبي، والدول الأميركية، ولا يوجد لهما علاج ناجح، ولم تسجل في دول مجلس التعاون الخليجي. وقال إن النخيل كأي من النباتات يصاب بآفات وأمراض مختلفة، وتعتبر سوسة النخيل الحمراء من أحد أهم الحشرات التي تصيب النخيل، وقد قامت وزارة البيئة والمياه، بجهود كبيرة، حتى أصبح من الممكن التعايش مع السوسة، وخفض معدلات الإصابة دون الحد الاقتصادي الحرج، بيد أن في العالم هناك آفات أخرى أكثر خطرا وشراسة من سوسة النخيل الحمراء، وهما، مرض البيوض، والاصفرار المميت.




البيوض والاصفرار

أوضح الهديب، أن مرض البيوض قتل أكثر من 13 مليون نخلة في المغرب العربي، وينتشر في الجزائر وموريتانيا، ويعتقد أنه في تونس وهناك مؤشرات قد يكون في مصر، وينتشر عن طريق نقل الفسائل أو التربة أو المياه أو حتى جزء من النخيل المصاب، ويعتبر المسبب لهذا المرض من فطريات التربة لذا نقل أي جزء من التربة الزراعية المصابة تكون سبيلا لانتشاره، لافتا إلى أن وحدة الآفات وأمراض النبات بالجامعة، تنفذ دراسة على هذا المرض للتعرف على أصناف النخيل المقاومة لهذا المرض باستخدام التقنيات الحيوية الجزيئية.

وأكد أن مرض الاصفرار القاتل، قد دمر أكثر من 7 ملايين من أشجار جوز الهند في دول الكاريبي. فيما ينتشر في الكثير من الدول الأميركية وكذلك في أفريقيا، وينتشر عن طريق نقل الفسائل وأشجار جوز الهند، كما أن حشرة نطاط النباتات يعتبر الناقل الحشري لهذا المرض.







6 أشهر للعلاج

شدد الهديب، على أنه في حال إصابة نخيل التمر بأحد هذين المرضين فأن النخلة تموت، ولا يمكن علاجها خلال 3-6 أشهر حسب الصنف، مؤكدا أنه رغم قانون الحجر الزراعي الخليجي، الذي يؤكد على حظر استيراد كافة أنواع ومشتقات النخيل "ما عدا التمور" بما في ذلك نخيل الزينة والنارجيل، بيد أننا نجد أن هناك الكثير من الأمراض الجديدة لا زالت تدخل المملكة، ورصدت وسجلت وحدة الآفات وأمراض النبات بالجامعة العديد من الأمراض التي لم تسجل من قبل في المملكة.


تطوير المحاجر

أضاف الهديب: "لوحظ أن الكثير من المشاتل الزراعية تحوي شتلات مصابة، وقد دخلت إلى المملكة دون شهادات تضمن خلوها من الأمراض، كما يفضل أن لا نكتفي بتلك الشهادات بل بفحص تلك الشحنات بشكل عشوائي أو زيارة تلك الدول والتأكد من خلوها من تلك الآفات والأمراض الزراعية". وأضاف "أن نخيل التمور من أهم المحاصيل الاستراتيجية بالمملكة، وأن ما تقوم فيه وزارة البيئة والمياه والزراعة من جهد في خدمة المزارع وخصوصا مزارع نخيل التمر أمرا يشار إليه بالبنان، كما أن نخيل التمر يعتبر أحد أهم المحاصيل الزراعية بالوطن العربي، وتحتل المملكة المرتبة الثانية عالميا في إنتاج التمور".