الفقر في الولايات المتحدة الآن أعمق مما هو عليه الحال في جميع الدول الغنية الأخرى. وعلى الرغم من ذلك، فلا هيلاري كلينتون ولا دونالد ترامب لديه أجندة محددة لمكافحة الفقر.
كانت هناك تحسينات ملحوظة في ثلاثة إجراءات حاسمة من الرفاه الاقتصادي الأميركي: الدخل والفقر وتغطية التأمين الصحي، أعلن عنها مكتب الإحصاء، الثلاثاء الماضي، فقال إنها وصلت منعطفا حادا نحو الأفضل عام 2015، إذ إنه للمرة الأولى منذ عام 1999 تشهد الإجراءات الثلاثة تحسنا في العام نفسه.
والسؤال الآن هو، عما إذا كانت البيانات الجديدة ستلهم مناقشة أعمق حول كيفية الحفاظ على إحراز التقدم المأمول؟
ووفقا للتقرير، انخفض معدل الفقر الرسمي من 14.8% عام 2014، أو "46.7 مليون نسمة" إلى 13.5% عام 2015، أو "43.1 مليون نسمة"، ويُعد ذلك أكبر انخفاض نسبة سنوية منذ عام 1999.
وعلى الرغم من ذلك، تحدثت السيدة كلينتون عن الأُسر والنساء والأطفال والعمال الأميركيين أكثر مما تحدثت عن الفقر ومعالجته، ولكن رغم ذلك هناك كثير ضمن برنامجها الاقتصادي، من شأنه أن يساعد الفقراء وأولئك القريبين من الفقر.
وقالت كلينتون إنها تؤيد رفع الحد الأدنى للأجور الاتحادية إلى 12 دولارا في الساعة "15 دولارا هو الهدف الأفضل"، ومن شأنه أن يزيد الاستثمار لدعم رعاية الأطفال في وقت مبكر. ولدى كلينتون أيضا بعض المقترحات الأخرى، مثل تلك المتعلقة بالإسكان، والذي حظي باهتمام أقل، ولكن يمكن أن يفعل الكثير لمساعدة الفقراء.
أما دونالد ترامب، فقد قال إن مزيدا من فرص العمل ستساعد في علاج الفقر، ولا أحد يختلف معه في ذلك. لكن وعوده لخلق فرص عمل وعود جوفاء.
إذ إن الأدلة التاريخية والتحليل الاقتصادي لأجندته التي تشمل "تجارة أقل، وهجرة أقل وخفض ضرائب ضخم للأثرياء"، تثبت أنه سيضر نمو التوظيف. وحتى المحاولات التي قام بها أخيرا في جدول أعمال الطبقة المتوسطة، والتي تشمل الإعانات لرعاية الأطفال، وإجازة أمومة مدفوعة الأجر، تشوبها عيوب قاتلة.
إن عدم حديث المرشحين الصريح عن الفقر شيء مؤسف، لا سيما في ضوء تقرير مكتب الإحصاء الصادر هذا الأسبوع. وبظهور تلك الأرقام يصبح الطريق إلى الأمام واضحا، وإن تلك الإحصاءات تعطي المرشحين للرئاسة جميع الأدلة التي يحتاجونها لمعالجة قضايا الناخبين.
وفي رصيد هيلاري كلينتون عن مكافحة الفقر أفكار حول كيفية تحسين حياة الفقراء، لكن عليها تحويل تلك الأفكار إلى قانون، يتطلب دعما واسعا من الجمهور والكونجرس. فالوقت المناسب لبدء تلك الحملة قد حان الآن.