انطقلت في الجوف مساء أول من أمس، النسخة الأولى من أسبوع "تلاحم"، والذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لـ"تعزيز اللحمة الوطنية ومواجهة التعصب والتطرف"، برعاية أمير منطقة الجوف فهد بن بدر بن عبدالعزيز، في مركز الأمير عبدالإله الحضاري بسكاكا.
وشهدت الفعالية تطورا في الشكل والمحتوى، إذ تم إطلاق "قافلة تلاحم" والتي تضم 5 مركبات، منها مكتبة متنقلة من المخطط أن تزور مدن ومحافظات المنطقة خلال الأسبوع للتعريف بالبرنامج واستقطاب زيارات من الطلاب والجامعيين، فيما دشن أمير الجوف الأسبوع عبر حساب الحوار الوطني في تويتر، وكرم ممثلي الجهات المشاركة من القطاعات الحكومية والأهلية.
وتضمن إطلاق فعاليات الأسبوع حفلا خطابيا وعروضا مرئية عن الوحدة الوطنية ونبذ التعصب، واستعراض أهداف البرنامج والذي جاء مساندا للجهود الأمنية والفكرية واستنهاض المفكرين والعلماء، وتوليد مبادرات شبابية لتعزيز التلاحم.
جسر للتعايش
قال الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل عبدالرحمن معمر خلال كلمته في انطلاق الفعالية: إن المركز انطلق حاملا الأمانة الدينية والوطنية وفق أسس توحيد المملكة ووحدتها، واصفا أنهم في المركز مستذكرين ارتباط المملكة، وارتأوا أن من أفضل الأدوات وأيسرها، الحوار، ليكون جسرا بين المواطنين وصانعي القرار، والحرص على اليقظة وترسيخ الوحدة والتعايش بين أفراد المجتمع عن طريق الحوار.
وأضاف ابن معمر أن المركز عكف على مدى 10 أعوام يناقش قضايا يواجهها المجتمع وتشخيص مشكلاته عبر إسهامات العلماء والدعاة والمفكرين والشباب والشابات، وتكونت بذلك معرفة وافرة استطاعوا خلالها بناء رصيد مميز لتوجهات المجتمع الفكرية.
وضمن البرنامج، افتُتحت معارض الجهات المشاركة التي تستعرض جهودها في نبذ التعصب وتعزيز التلاحم، فيما وقعت برعاية وحضور أمير المنطقة اتفاقية بين مجلس شباب منطقة الجوف ومركز الحوار الوطني، ممثلا في برنامج المبادرات الشبابية بالمركز.
المطلق: نواجه أعداء يعملون بشراسة
قال رئيس مجلس الأمناء بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله المطلق، في محاضرة ألقاها في مركز الأمير عبدالإله الحضاري الذي يستضيف ملتقى التلاحم: إننا في هذه الأيام نواجه أعداء يعملون بشراسة ويشتغلون على إفساد شبابنا بطرق مختلفة، منها الغزو الفكري الذي يسعى لإفساد توجهات شبابنا، من خلال التطرف والخروج على ولاة الأمر والوالدين.
وأكد الشيخ المطلق أن هناك غزوا آخر يعمل عليه آخرون، وهو "نشر الانحلال والفساد بين شبابنا وفتياتنا بوسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أن هناك غزوا ثالث في داخل بيوتنا وفي بلادنا وهو غزو المخدرات، وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك جهات معادية وراء ذلك".
وشدد الشيخ المطلق على قادة الفكر بجميع أطياف المجتمع من رجال الإعلام والتعليم وخطباء المساجد، بأن عليهم واجب عظيم في جمع كلمة الأمة، ونحن في سفينة واحدة. وضرب الشيخ المطلق أمثلة بما يحصل في من صراعات حولنا وما أصابهم من شلل وضعف.
ودعا المطلق أئمة المساجد إلى المشاركة في توعية الشباب والقرب منهم، إضافة إلى الأسر وواجبها نحو أبنائها وتعليهم لغة الحوار.
3 ملايين تغريدة متطرفة لداعش
أقيمت صباح أمس ضمن فعاليات أسبوع تلاحم ورشتي عمل "تبيان" للحوار الفكري للشباب والفتيات للوقاية من التطرف، قدمها الدكتور محمد السيد، وفاطمة القحطاني.
وبرنامج "تبيان" هو برنامج تفاعلي يركز على مشاركات الحضور في تقديم الحقيبة التدريبية، إذ شملت ورشة العمل توزيع الحضور إلى فرق عمل، وتوضيح الفروقات بين فريق العمل ومجموعة العمل، وتوزيع حقائب أنشطة لكل مجموعة. وبيّن الدكتور السيد أن الهدف من البرنامج هو تنمية قدرات المشاركين في الوقاية من التطرف، من الناحية المعرفية والمهارية والوجدانية. وأوضح السيد في حديثه أن وسائل التواصل الاجتماعي فيها ما يقارب 3 ملايين تغريدة لـ"داعش" و100 ألف تغريده يومية متطرفة، ويمتلك "داعش" 42 ألف حساب، ومليونا وسبعمئة ألف مقطع إرهابي.
وفي ورشة العمل تم شرح ماهية التطرف وأسبابه وسمات المتطرفين بمشاركة فرق العمل، وما أفضل الأساليب لمواجهة التطرف وعلاج المتطرفين. ولخص السيد المشكلة الأساسية في التطرف في "أن المتطرف يرى نفسه على حق ويكفر الآخرين ويقصيهم"، وقال: إن الصورة هي أداة تستخدمها الجماعات المتطرفة في تجيش عواطف الشباب، مستعرضا عدد من المصطلحات المتعلقة بالحوار الفكري، وشهدت ورشتا العمل حضور أكثر من 140 طالبا وطالبة من مختلف مراحل التعليم.