اليوم، يقف حجاج المسلمين على صعيد "عرفات" الطاهر، يؤدون فريضة العمر، مكبرين الله تعالى، ملبين دعوته، محتذين سنة رسوله الأمين، مقتدين نهج خليله "إبراهيم" صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

يحتشدون على البر والتقوى، لباسهم موحد، قبلتهم واحدة، لا تكاد تجد فرقا بينهم، سواسية أمام الرب المعبود، يرجون رحمته ويلتمسون رضوانه.

يوم غد، يفرح الجميع بالعيد السعيد ويملؤون أيامه ولياليه بالتزاور ومسح كل الخلافات، وفتح صفحات جديدة من المودة والألفة، في استقبال عام هجري جديد خال من الأحقاد والبغضاء والتنافس غير الشريف.

موسم الحج هذا يتيح الفرصة لكل من وفّقه الله لأداء مناسكه أن يتعارف ويتآلف مع إخوانه من جميع أقطار الأرض، ليجد حلاوة السلام والطمأنينة والتكاتف والتعاون لمصلحة الأمة وتقدمها، ويستخدم وسائل الاتصال الحديثة لما يخدم القضايا الأساسية، وفي طليعتها تحرير فلسطين من العدو الصهيوني الغاصب، بدل استعمالها في تفريق الصفوف وافتعال الفتن وتنفيذ أهداف المتآمرين على جماعة المسلمين، أمثال "إيران الصفوية".

نريد من الحجيج الأنقياء شهادة حق لهذه الدولة وما بذلته من جهود عظيمة في عمارة غير مسبوقة للمقدسات، وتذليل لكل المصاعب أمام الحجاج والمعتمرين، وتوفير كل أسباب الراحة والطمأنينة لهم، في ظل أمن وراف برعاية كاملة تقوم بها القيادة الرشيدة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك "سلمان"، وعضديه المحمدين، وكل المسؤولين عن أمور الحج، وفي طليعتهم أمير مكة المكرمة "خالد الفيصل" جزاهم الله كل خير.

التهاني والبركات لكل من قرأ هذه السطور، وكل عام وأنتم وأبطالنا المغاوير على حدود الوطن بخير وسلام.