بعد أربع سنوات تخللتها اجتماعات وتشكيل لجان من إمارات المناطق الجنوبية الثلاث نجران وعسير وجازان، وتنافس فروع وزارة النقل فيها، على الفوز بالمسار الأقصر لمشروع طريق نجران جازان الدولي، تحسم وزارة النقل خلال الأيام الخمسة القادمة مسار الطريق بصفة نهائية، مع الشركة المتعاقدة لدراسة وتخطيط مسار الطريق.
اعتماد المسار
أعلن مدير عام فرع وزارة النقل بمنطقة نجران المهندس وبران بن مهدي آل عطشان، أن الدراسات اللازمة لتحديد مسار مشروع طريق نجران جازان، انتهت بالفعل، وقال لـ"الوطن" أمس: "إنه تم الترتيب مع الشركة المصممة للطريق ومقرها، والاتصال بها لمعرفة ماذا تم بشأن موضوع تحديد وتصميم المسار، إذ أفادوا بأنهم سيزورون إدارة الطرق في نجران خلال الأسبوع القادم، لتوضيح كافة تفاصيل ما تم التوصل إليه من دراسة وتقديم عرض للمسار المعتمد الذي تبلغ مسافته 300 كيلومتر، حتى تبدأ الوزارة باتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة نحو اعتماد مسار الطريق بشكل نهائي".
تصريح آل عطشان، يعيد الأمل إلى أهالي منطقتي نجران وجازان الذين يتطلعون إلى حسم مسار تحديد هذا المشروع الحيوي، منذ أن استبشروا به فور إعلان أمير المنطقة السابق الأمير مشعل بن عبدالله عن صدور الموافقة السامية الكريمة على إنشاء طريق يربط منطقة نجران بمنطقة جازان بتكلفة نحو ثلاثة مليارات ريال، وذلك في منتدى الاستثمار الثاني الذي نظمته الغرفة التجارية في ذي القعدة عام 1434.
بحث المعوقات
نوه المهندس آل عطشان، بمتابعة وحرص أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز، على حسم القضية، عندما كلف في الواحد والعشرين من شعبان 1436 كلا من: وكيل الإمارة، وأمين المنطقة، ووكيل الإمارة المساعد للتنمية، ومدير عام الطرق والنقل بالمنطقة، بلقاء وزير النقل في الرياض، لبحث المعوقات، وإبداء حرص الإمارة على بدء تنفيذ المشروع في أسرع وقت، إذ كان لتدخله المباشر الأثر الكبير في حسم مسار الطريق، لخدمة المواطنين ودعم الحركة الاقتصادية والتنموية في المنطقة.
عقبات وعراقيل
عن الصعوبات التي واجهت تحديد مسار الطريق، أكد مصدر مطلع لـ"الوطن" أنه ومنذ إعلان المشروع وإعلان وزارة النقل تشكيل لجنة وزارية لهذا الغرض برئاسة وكيل وزارة النقل السابق المهندس هذلول الهذلول، وعضوية الوكلاء المساعدين لإمارات المناطق الثلاث "جازان ونجران وعسير"، ومديري فروع الوزارة فيها، وممثل من وزارة المالية، ظهر تباين في وجهات النظر بين إمارتي جازان ونجران من جهة، ووزارة النقل من الجهة الأخرى بشأن تحديد مسار هذا الطريق، إذ تتمسك الإمارتان بتطبيق الأمر القاضي بأن يكون الطريق بينهما مباشرا، حتى حسمت الوزارة ذلك بالتعاقد مع إحدى الشركات الاستشارية المتخصصة، لعمل الدراسات اللازمة علميا وهندسيا لتحديد مسار الطريق، بالتنسيق مع إمارات المناطق ذات العلاقة.
حلم الأهالي
قال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة محيميد بن صالح آل شرمة: "إن مشروع طريق نجران - جازان حلم ينتظره أهالي المنطقتين، ونناشد وزارة النقل بضرورة الإسراع في حسم اعتماد تحديد مسار المشروع والبدء في تنفيذه، بعد أن طال انتظاره لما له من أهمية كبرى من خلال ربط المنطقتين بمشاريع الكهرباء والماء، واختصار المسافة ليخدم أبناء المنطقتين من المدنيين والعسكريين، ويسهم في انتعاش الحركة الاقتصادية بالمناطق الواقعة بالقرب من المسار، إضافة إلى إيجاد تنمية اجتماعية في بعض المواقع المأهولة بالسكان والتي ما زالت بعيدة عن الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين".