خرج علينا الإعلام الإيراني قبل أيام، وما زال، عبر أبواقه المأجورة بتصاريح وقّت لها موسم الحج، لتكون حربا كلامية يعود بها إعلام إيران إلى عقود ماضية، بعد الحربين العالميتين.

فلجأ إلى اجترار الماضي والتطبيل على موضوع تدويل الحج، ومناشدة الحكومات في العالم إلى السعي الجاد للتعاون مع إيران في مشروعها الخاسر بدءا من هذه التصاريح، وإلا فما معنى أن يتحدث الإيرانيون عن قصور الخدمات في الحج، وسوء المعاملة التي يكذب بها هؤلاء، وأن السعودية قاصرة على قيادة الحج في وقت تتمثل فيه الفضائيات اكتمال وصول الحجيج -بحمد الله وفضله- لينعموا بكامل الخدمات والراحة والاستقرار، بدءا من المنافذ البرية والجوية والبحرية، حتى أعلنت المملكة -ولله الحمد- اكتمال وصول الحجاج إلى صعيد منى في هذه الأيام التي شعر معها الحجاج بالخدمات على مختلف أنواعها، فضلا عن الشعور الملموس في الطمأنينة والأمان اللذين يرافقان هؤلاء الحجاج، وما تناقلته عدسات التلفزيون لمحطات مثل: الجزيرة والعربية وCNN، واللقاءات التي أجريت مع بعض الإيرانيين أنفسهم، وقبلها إعلامنا الوطني يؤكد نجاح مسيرة وصول الحجاج والأمن الوافر، كيف والحجاج يتنقلون من منسك إلى آخر دون عناء ومشقة.

واختيار الإيرانيين هذا التوقيت بعدما فشلوا في اللعب والمحاورة، عندما جاء موفدهم إلى المملكة مضُمْرا نية السوء بقوله: نحن نريد حجا يتماشى مع عقيدتنا، فأي عقيدة يتحدث عنها هؤلاء؟

هل نسوا جرائمهم وأفعالهم الشنيعة في أحداث مكة عام 1986 وعام 1989، ونقل المواد المتفجرة على طائرات الحجاج، وكشف السلطات السعودية لكل خططهم وألاعيبهم، في وقت تصر فيه المملكة على أن مسؤوليتها حماية الحجاج، ولن نقصر في ذلك مهما كلفنا ذلك، وهذا ما جاء في حديث ولي العهد الأمير محمد بن نايف، عندما قال خلال تفقده قوات أمن الحج: "المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكّر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من إيران أو غيرها"، وقال أيضا: "المملكة تعمل منذ تأسيسها على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما، وتضع في سبيل خدمتهم كافة الإمكانات"، نعم هذا فيه رد واضح وصريح أننا لن نسمح لأحد بأن يعكر صفو الحجاج الذين هم ضيوف الرحمن.

والمملكة بلا شك رحبت بالمسلمين قاطبة دون تمييز، ولكن من يضمر الشر فإننا لن نتهاون معه، والذي حرك المياه الراكدة لدى إيران هي شعورها بأن المنظمات الإسلامية والدولية أكدت، عبر منابرها، أن هذا شأن داخلي للسعودية وحدها، وأن المملكة حافظت على الأمانة، وقد حنقت إيران بعد سماعها مثل هذه المواقف الصادرة من الدول التي تكن للمملكة المحبة، وتعلم علم اليقين أن خدمة الحجيج في أيد أمينة، وهذا هو شعور الصادقين وأصحاب الضمائر الذين لا يهمهم كلام الآيات في إيران وقُم والنجف وغيرها، ولكنه الدم الأحمر عندما يثور من قلوب الحاقدين على أبناء الإسلام المخلصين لخدمة دينهم وأمتهم.

إننا اليوم في السعودية لنا موقف لن نحيد عنه أبدا، رسمته القيادة الموفقة لسلمان الحزم خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذين أكدوا للعالم أجمع أن حراسة الحرمين والديار المقدسة مسؤولية أُنيطت بنا، ونؤكد أننا خدّام لها، وهذا ما يعتز به كل مسلم على وجه الأرض، أن الحرمين في أيد مخلصة رغم ما يُثار في إعلام إيران الحاقد على الإسلام وأهله.

وفّق الله كل مخلص، ونصر دينه وشريعته، وأذل الشرك وكل حاقد على هذه البلاد.