رقم جوالي لم أغيره منذ أكثر من 10 سنوات، ولست ممن يغيرون أرقامهم باستمرار. وهذا له ضريبة، فلا توجد شركة أو مؤسسة لا تعرفه، ولذلك تأتيني يوميا دعايات وإعلانات سواء لشركات أو لمؤسسات حكومية.
عادة أقوم بمسح هذه الرسائل دون أن أنظر إليها أو إلى محتواها، رقم واحد فقط لا أمسح رسائله إلا بعد أن أقرأها، لأنها غريبة. هو رقم جوال عادي يذيّل رسائله باسم: "جاليات الصناعية القديمة"، ولا أعرف هل هي مؤسسة حكومية أم جمعية خيرية أهلية؟! ولا أعرف أيضا هل هي جهة مرخصة أم غير مرخصة؟! كل الذي أعرفه -من رسائلهم- أنهم منذ أكثر من 8 سنوات وهم يفسرون العشر الأخير من القرآن بلغات مختلفة، ويطلبون مساعدات مالية لهذا المشروع.
بعد رمضان أرسلوا لي رسالة محتواها "من ثمرات عطائكم في رمضان 1437 تم توزيع 729 ألف نسخة من كتاب تفسير العشر الأخير و1848 نسخة من كتاب المختصر في التفسير على المعتمرين في مكة والمدينة"، مع رقم الجوال ورابط لموقعهم. دخلت على الرابط الذي لا يبين أين تعمل هذه الجهة وتحت أي مظلة، ووجدت عددا من الصور والإنجازات ورابط "من نحن". فتحت الرابط وهذا نصه "مشروع تفسير العشر الأخير هو أحد مشاريع المكتب التعاوني لتوعية الجاليات في الصناعية القديمة".
فإذا كانت هذه الجهة مرخصة، فيجب أن يوضحوا للناس تحت أي مؤسسة حكومية يعملون! ولماذا لا يكون موقعهم في الإنترنت تابعا لموقع تلك الجهة؟ خصوصا أن إنجازاتهم ليست سهلة فتخيل أنهم في شهر واحد استطاعوا أن يوزعوا 729 ألف نسخة من كتاب واحد لأكثر من 51 لغة حول العالم!
كل هذه الإنجازات لعشر واحد فقط من القرآن! فكيف لو بدؤوا بالـ479 عشرا الباقية؟.