هل قتل قادة تنظيم داعش" سيقضي عليه، مثلما قتل قادة تنظيم "القاعدة" الذي قد قضى على تنظيمه؟ الإجابة عن السؤال: إن كان تنظيم داعش أقرب إلى "حماس" أو "القاعدة" سيتضح بمعرفة تأثير اغتيال القيادي بتنظيم داعش طه صبحي فلاحة، المعروف باسمه الحركي "أبو محمد العدناني" (39 عاما)، على نشاط التنظيم. فإذا هدأت الهجمات على أوروبا الآن، على سبيل المثال، فإن ذلك سيكون دليلا مهما على أن تنظيم داعش يشبه تنظيم القاعدة في هشاشته، وإذا لم تهدأ فسيكون أقرب إلى "حماس" في صلابته وتجذره في مجتمعه.

إن أي تنظيم إذا كانت له جذور اجتماعية راسخة مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني، فإن قتل قادته لن يفيد في شيء، وستكون التكلفة الأخلاقية والسياسية للقتل عالية. أما إذا كانت قاعدة التنظيم هشة وكان يعتمد على قادة ذوي تأثير طاغٍ "كاريزميين" مثل تنظيم القاعدة فإن قتل القادة سيكون مؤثرا على مصير التنظيم.

ويُعد العدناني أهم قيادي يتم اغتياله في تنظيم داعش حتى الآن، وأنه الشخص الذي كان يصدر تلك البيانات المخيفة التي تحث المسلمين على قتل "الأميركيين والأوروبيين الكفرة، خاصة الفرنسيين الحاقدين القذرين"، وكان هو الذي يدير الهجمات ضد الأهداف الأوروبية، كما كان هو الحاكم لدولة الخلافة في سورية.

في عام 2004 اغتالت إسرائيل اثنين من قادة حركة "حماس" الفلسطينية في غضون شهر واحد: الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي، ورغم ذلك لم تحصل على الهدوء والأمن. منذ فترة طويلة، أي منذ عام 1992، أزالت إسرائيل عباس الموسوي، الذي كان زعيماً لحزب الله، وتولى بعده حسن نصر الله الزعامة، حيث أصبح أكثر خطورة من سلفه.

وتعليقا حول تلك الاغتيالات، قال  المدير الأسبق لجهاز الأمن الداخلي في إسرائيل، آمي أيالون، إن الاغتيالات لا تستحق ثمنها وكلفتها "الأخلاقية"، وإنها "ليست فاعلة،" وأستطيع  أن أثبت لكم أن حماس لم تصبح أكثر اعتدالا بعد القضاء على الشيخ ياسين. وأستطيع أن أثبت لكم أيضا أنه عندما قتل عباس الموسوي وتولى نصر الله منصبه، فإن الوضع الأمني في إسرائيل لم يتحسن حقا.

من جهة أخرى، إن الاغتيالات التي قامت بها الولايات المتحدة ضد قادة تنظيم "القاعدة" في عدة دول، بما في ذلك اغتيال أسامة بن لادن في باكستان، تسببت في تدمير القاعدة، الذي أصبح ظلا لما كان عليه سابقاً.

الواضح أن تفسير التأثيرين المختلفين للاغتيالات على "حماس" و"القاعدة" يكمُن في اختلاف طبيعة التنظيمين. فالقاعدة عبارة عن شبكة نشأت من أفراد يتمتعون بجاذبية "كاريزما" شخصية وخبرة، وبمجرد غيابهم تبدأ الشبكة في التفكك، بينما "حماس" تنظيم له جذوره الاجتماعية الصلبة، وأنها ليست نتاج فكرة شخص واحد، بل نتاج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وشكلتها التيارات العميقة داخل المجتمع الفلسطيني، خاصة الجاذبية المتنامية للإسلام "الراديكالي".