لا شك أننا شعب استهلاكي من الطراز الأول، وعلاوة على ذلك نحن أيضا شعب نحب أسهل الطرق في أغلب ممارساتنا. وللمعلومية لسنا الوحيدين من شعوب الأرض الذين تأثروا بنمط وأسلوب الحياة الجديدة، فحتى تلك الشعوب التي نراها متقدمة ومتحضرة هي لا تختلف عنا كثيرا، بل إنها أحيانا تتفوق علينا في ذلك. لا تتحرك فكل ما تريده يصلك إلى باب منزلك أو نحن نقوم به عنك. ولكن الشيء الوحيد الذي تفوقنا فيه عليهم هو علاقتنا بربنا. نعم فنحن لم نكتف بتسخير التكنولوجيا لتسهيل أمور حياتنا اليومية فقط! وإنما سخرناها لتقوم حتى بأمورنا الدينية. تُحمّل تطبيقا ليسبّح عنك وينشر باسمك أدعية الصباح والمساء في كل برامج التواصل، ويوميا يختار لك مجموعة من الأحاديث والآيات، سواء كنت نائما أم كنت تلعب "بلوت" مع أصدقائك! حتى الفتاة التي ترقص في مناسبة عيد ميلاد أو في حفلة تخرج فإن هذه التطبيقات لا تحرمها الأجر أثناء رقصها، والعذر الوحيد جاهز: "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين". وبمناسبة قرب عيد الأضحى فسوف تجد من يشتري لك ويذبح ويتصدق عنك في أضحيتك! حتى باب الصيدلية يسبّح ويستغفر عنك عند دخولك وعند خروجك منها. أصبحت علاقتنا بربنا علاقة مادية بحتة، يحمّل تطبيقا يستغفر عنه، ويوم الجمعة يشغل جهازا يقرأ عنه سورة الكهف، وبرنامجا يرسلها لكل من يعرفهم! ولسان حاله يقول: "أريد الأجر والثواب ولكني مشغول"!

اسأل نفسك قبل أن تستخدم هذه التطبيقات: هل أنت من استغفر؟ هل أنت من أرسل هذه الأدعية والأذكار؟ هل يعقل أن توكّل شخصا يستغفر ويذكر الله عنك وأنت قادر؟

حتى الحج وهو ركن من أركان الإسلام لا يُوكّل فيه إلا عن ميت أو عاجز.