كان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري واضحا في كلامه أمس حول القرار الظني للمحكمة الدولية :"إن الرئيس ميشال سليمان وأنا رئيس الحكومة ورئيس البرلمان نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لن نسمح بحدوث حريق يهدد لبنان"، وفي ذلك رسالة إلى كل اللبنانيين أن ما يسعى له البعض من تأجيج نار الفتنة في لبنان لن يكون له مشجعون أو أنصار.

فرئيس الحكومة تحدث من موقع وطني، ومن موقع البعيد عن حيثيات القرار الظني، من يتهم ومن يبرئ، أخذ على عاتقه ومان على الآخرين بأن الأمور تتجه في لبنان إلى التهدئة وليس إلى الانفجار، وهذا يحسب في رصيده السياسي الإيجابي، وما على الآخرين إلا ملاقاته في منتصف الطريق لإكمال مسيرة البناء التي خطها والده الشهيد، وتحقيق الحلم اللبناني الكبير في أن يعود لبنان إلى ستينيات القرن الماضي منارة الشرق في المعرفة، وأن يستعيد دوره في أن يكون بالنسبة للمنطقة المستشفى والجامعة والمطبعة.

قد يكون القرار الإسرائيلي بالانسحاب الأحادي الجانب من الجزء اللبناني لبلدة الغجر، وإخضاعها لسيطرة اليونيفيل، إسفينا تحاول إسرائيل عبره توتير الأجواء اللبنانية الداخلية من جهة، ومع الأمم المتحدة من جهة ثانية. ولكن القادة اللبنانيين الذين خبروا العدو، أرقى من أن ينجروا إلى هذا الكمين. حتى إن الأمم المتحدة تنظر بعين الريبة إلى تصرف كهذا من قبل إسرائيل، وستتعامل معه بحكمة ودراية انطلاقا من الحفاظ على السلم الداخلي اللبناني.