يمكن القول إن العنوان الأبرز لما قدمته ورقة الناقدة السعودية الدكتورة لمياء باعشن بنادي جدة الأدبي، مساء أول من أمس، يتمثل في حالة "الاستياء" من استمرار حملات الإساءة ضد العرب من مختلف وسائل الإعلام الغربية، حيث أكدت أن ذلك هو "محصلة طبيعية لخطابات الكراهية التي تمددت في السنوات الأخيرة".  وركزت أستاذة النقد والأدب الإنجليزي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة في ورقتها النقدية التي عنونتها بـ"من الصفر إلى الصفر: لا شيئية العرب" على تمدد خطابات الإساءة لهم وللمسلمين عموما، وتحولها في ذهنية العقل العربي إلى قناعة راسخة رغم عدم معقوليتها. 

الأسوأ - على حد تعبير باعشن - يتمثل في ارتكاز هذه الإساءات في أذهان الشباب العربي، والتي تأتي في صور التهكم على ماضيهم وحاضرهم نتيجة استمرار تلك المفردات الانتقاصية تجاه حضارتهم العريقة، وتعرض إدراكهم لهويتهم إلى خلل كبير.

وساقت باعشن حالات من التراجع بالتمسك بقيم الحضارة العربية التي تتمثل - حسب قولها - في الآراء المهزومة، وهو أخطر ما يصيب البنية المعرفية للثقافات من قبل العرب ذواتهم، وتستنير هنا بالهجوم الغربي، وهذا ما أكده الكاتب اليهودي بيرني عن إسهامات العرب للحضارة في صحيفة الأتلانتس الجديدة، ويشير بوضوح إلى أن إسهامات العرب انتهت صلاحيتها منذ ألف سنة، ويقارن في ذلك بالحاصلين على جائزة نوبل من اليهود في مقابل أربعة أسماء عربية مسلمة فقط.

وتؤكد باعشن في نهاية ورقتها النقدية أن "احترام التراث وتقدير جهود العرب هما السبيل للخروج من هذه الأزمة الحضارية".