استحوذت المدن العربية على النصيب الأوفى من قائمة المدن الضعيفة عالميا، فمن بين 18 مدينة صنفت على أنها الأضعف على مستوى العالم، كانت هناك 15 مدينة عربية، مقابل مدينتين من أفغانستان وثالثة من الكونجو الديمقراطية.

وحلت المدن السعودية في تصنيف متوسط بالنسبة للمدن الأضعف، وذلك وفق 9 معايير معتمدة لتقييم ضعف أو قوة المدن.

 




استحوذت المدن العربية على النصيب الأدنى من قائمة المدن الضعيفة عالمياً، فمن بين 18 مدينة هي الأضعف عالمياً، كانت هناك 15 مدينة عربية، مقابل 3 مدن أخرى، اثنتان منها من أفغانستان، والثالثة من الكونجو الديمقراطية.

وتكتسي المدن أهمية بالغة، فأكثر من نصف البشرية تقطن فيها، ويتوقع أن تستقطب نحو ثلثي البشرية حتى عام 2050.

ويركز العالم عموماً على عشرات المدن فقط، فيما لا يعرف سوى القليل عن آلاف المدن الأخرى حول العالم.

وغيرت المدن عموما من الشؤون العالمية والسياسية والاقتصادية والديموجرافية، وهناك نحو 600 مدينة فقط تعد مسؤولة عن ثلثي الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وعلى الرغم من أن بعض المُدن ازدهرت إلا أن هنالك دلائل تشير إلى تراجع مدن أخرى.

وفي كثير من الحالات نجد أن الاتفاقية الاجتماعية التي تربط السلطات المدنية والمواطنين قد فشلت، وعند حدوث اختلال توازن في التوقعات بين البلديات وسُكان المدن فإن المدن تصبح ضعيفة، ومن الممكن تحديد مستوى هذا الضعف عن طريق تحديد كمية وجودة الخدمات المدنية المقدمة للسكان، وإمكانية توفرها، سواء فيما يخص الأمن العام أو الرعاية الصحية الأساسية أو وسائل النقل أو الكهرباء، وفي الحالات الصعبة جداً تُصبح هذه الخدمات متوقفة تماماً، مثلما يحدث حالياً في بعض المدن مثل عدن ودمشق والموصل وبورت أو برانس.


9 معايير تقيم ضعف أو قوة المدن





أطلق الاتحاد الذي يديره معهد إيجارابي وجامعة الأمم المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي وشبكة  Resilient Cities 100 أخيراً مبادرة من أجل فهم ضعف ومرونة المدينة.

وتناولت هذه المبادرة أهم خصائص الضعف في أكثر من 2100 مدينة ذات عدد سكاني يبلغ 250 ألف نسمة أو أكثر، وتم تقييم المدن بناء على 9 متغيرات بما في ذلك مُعدّل نمو عدد السكان والبطالة وعدم المُساواة في الدخل وإمكانية الحصول على الخدمات الأساسية (الكهرباء)، ومستويات التلوّث، ومعدل جرائم القتل، والوفيات التي نتجت عن الأعمال الإرهابية، وحوادث النزاعات، والمخاطر الطبيعية (بما في ذلك احتماليات تعرض سكان المدينة للأعاصير وحالات الجفاف والفيضانات).

وتم جمع البيانات من المكاتب الإحصائية الوطنية والوكالات العالمية والمؤسسات الأكاديمية والأهلية، ورتبت وفق مؤشرات تدل على النتيجة الكلية التي تتراوح من 1 – 4 (1 يُشير إلى مستوى ضعف منخفض، و4 تشير إلى مستوى ضعف عالٍ).


البطالة تؤثر في إفريقيا والإرهاب يضرب في آسيا


 بين عدد من الدول الإفريقية نجد أن أكثر العوامل شيوعاً في جعل المدن تحقق مستويات عالية من الضعف هي معدلات البطالة وصعوبة الحصول على الكهرباء.

أما في آسيا فإن أهم المتغيرات التي رفعت من مستويات الضعف حوادث القتل المتعلقة بالإرهاب ومستويات تلوث الهواء العالية.

وفي الأميركتين كان أهم المعايير المؤثرة هي معدل جرائم القتل.

بينما الدول ذات أقل مستويات ضعف – خصوصاً تلك الموجودة في أوروبا – تتمتع بمستويات أعلى لتغطية الكهرباء ومعدلات أقل لاحتمالية التعرض للأعاصير والفيضانات وحالات الجفاف.

ولا يعني تصنيف المدينة على أنها الأضعف أنها تركن إلى هذا التصنيف، بل بإمكانها أن تغير وضعها، بالبدء بخطة واضحة وبقيادة متعلمة، وأن تضع إستراتيجيات متفق عليها بدلاً من وضع إستراتيجيات جديدة، وأن تضع اتفاقيات على مستوى الدولة، ففي بعض الحالات قد تطالب المدن بعقد شراكات مع القطاع الخاص وأن تؤسس تماسكا اجتماعيا.

كما توجد إستراتيجيات أخرى تساعد على تعزيز المرونة حتى في الدول الأكثر ضعفا، فبإمكان المدن أن تبني أماكن عامة، وأن تقلص الفوارق ما بين الأغنياء والفقراء (الأمر الذي سيحقق الأمن العام)، وأن تستثمر في النقل العام، وتحصل على أهم الخدمات.


النتائج الخمسة


01 بات ضعف المدن أكثر انتشاراً عما كان يعتقد سابقاً، فمن العينة التي تتضمن 2100 مدينة هناك نحو 14% ضعيفة جداً (حاصلةً على درجة تتراوح ما بين 3 – 4) ومنها مقديشو وصنعاء وكراتشي. بينما 67% من المُدن الأُخرى كانت ذات مستويات متوسطة من الضعف (مُؤشر درجاتها يتراوح ما بين 2 – 3) بما فيها بالتيمور ومانيلا. و16% من بين جميع المُدن تعد ذات مستوى منخفض من الضعف (1 – 2) بما فيها أوسلو وأوتاوا.

وحوالي 4% من جميع المدن المسجلة لم تكن لها البيانات الكافية من أجل تحديد درجتها المستحقة أبداً.


02 تتواجد معظم المدن الضعيفة في إفريقيا وآسيا بنسبة 93% من جميع المدن ذات المخاطر العالية.

وتعد 44% من جميع المدن الإفريقية شديدة الضعف، و51% ذات مستويات متوسطة من الضعف، ولا توجد مُدن ذات مستويات ضعف منخفضة في إفريقيا.

بالمُقارنة نجد أن من الممكن  لحوالي 70% من المدن الآسيوية أن تصنف كمدن ذات مستويات ضعف متوسطة، و15% أخرى ذات مستويات عالية من الضعف (3 – 4).


03  المناطق المسجلة كأقل مستوى في الضعف موجودة في أوروبا وشرق آسيا وأميركا الشمالية، ولا توجد مدن ذات مستويات عالية من الضعف في أوروبا، بينما 52 % من مدنها ذات مستويات متوسطة في الضعف (2 – 3)، و47% ذات مستويات منخفضة من الضعف.

حصدت الأميركتان – بما فيهما الشمالية والوسطى والجنوبية – أعلى عدد من المُدن ذات مستويات ضعف متوسطة (78%)، إضافة إلى 4% فقط ذات مستويات ضعف عالية.


04  مستويات الضعف العالية للمدن لا تعني بالضرورة دخلا ماديا مُنخفضا أو متوسطا، بالرغم من أنه لا توجد مدن "ذات مستوى عالي من الضعف" في الدول ذات الدخل العالي، إلا أن هُنالك أكثر من 40 مدينة ذات مستوى ضعف عال في دول ذات دخل عال أو متوسط.

ومع ذلك توجد علاقة قوية تربط ما بين الدخل العالي وانخفاض مستوى الضعف، وكذلك بين الدخل المنخفض وارتفاع مستويات ضعف المدينة.


05  لا ينحصر هذا الضعف على الدول الضعيفة أو الدول المتأثرة بالحروب، لكن من المرجح لهذا الضعف أن يكون فيها.

حوالي ثلث جميع المدن المسجلة كمدن ذات مستوى عال من الضعف تقع في الدول الضعيفة، ولكن حصلت 93% من جميع المدن التي تقع في أضعف 33 دولة في العالم على درجات عالية في مستوى الضعف، وحوالي 81% من جميع المدن التي تقع في المناطق المتضررة من الحروب كذلك سجلت مستويات أعلى في الضعف.