سمو الشيخ محمد بن راشد تجربة إدارية عظيمة في نظر الكثيرين، كما أنه هو نفسه تحول بسبب قوة الإعلام المحيط به إلى ملهم اجتماعي، ومؤثر ليس لأهل الإمارات فقط، بل للكثير من الأشخاص على امتداد الوطن العربي، خاصة آراءه في حقوق المرأة العربية، وتحطيم الحواجز والسقوف التي تمنع وصولها إلى ما تصبو إلى تحقيقه.

من كلماته التي يطير بها الركبان عادة في "تويتر" إشارته بتقدير إلى تواجد وزيرة التعليم في بلاده في الميدان بعد ثلاثة أسابيع من ولادة طفلها.

أن توجد امرأة مثل معالي الوزيرة تترك طفلها لأجل العمل وارد جداً، بعضه بمبرر مثل الحصول على أجر تشتري به طعاما وملابس لهذا الوليد، وبعضه دون مبرر غير أن الطفل لم يعد أولوية في نظرها.

ما استوقفني حقاً هو إشارة الشيخ لتصرف معالي الوزيرة بطريقة تشير إلى تقديره الشخصي لهذا التصرف، وبالطبع حازت تغريدته على انتشار كبير وثناء على تشجيعه للنساء، ولم أجد ولو إشارة صغيرة تنبه سمو الأمير إلى أن دور معالي الوزيرة قد يؤديه ألف شخص في وزارتها بينما لا أحد سيؤدي دورها في احتضان هذا الطفل غيرها.

توجد آلاف الدراسات التي أجبرت العالم الغربي على منح الأم إجازة تصل إلى أربعة أشهر، وفي بعض البلاد المتقدمة ستة أشهر مدفوعة الأجر للأم للبقاء مع صغيرها، بل إن هناك دراسات أجبرت الشركات وبعض البلاد على منح إجازة للأب عند وضع زوجته، لأن الحدث فريد، ويستدعي تضامن الجميع والالتفاف حول قطعة اللحم الصغيرة التي مازالت تتعرف على الدنيا حولها، ولا تعرف سوى رائحة وملمس واحد قضت داخله تسعة أشهر وهو الأم.

إن الأشخاص المؤثرين كسمو الشيخ تحمل كلماتهم رسائل عديدة إلى أبناء الوطن العربي ومما يؤسف له أن تحمل كلماته إشارة خضراء للأمهات الشابات في عالمنا العربي يعتبرن معها أمومتهن متأخرة في سلم الأولويات، وهذا يمثل خطورة بالغة على سلامة هؤلاء الأطفال النفسية، فمثل هذا التصرف يعني حرمانا عاطفيا ينشأ معه الطفل عدوانيا ويميل إلى العنف وهو لا شك ما لا نريده لأطفالنا.