تمر في حياتنا كثير من الصدف ولا نلقي لها بالا، ونكتفي بالقول إنها مجرد صدفة. رغم أن بعض الصدف قد تغير مجرى حياتنا.

دعونا نتأمل أبسط هذه الصدف، والتي دائما تحدث لنا. مثل أن تجد أحد أصدقائك أمامك في مكان عام، وجودكما في اللحظة نفسها والمكان نفسه بهذه الدقة شيء غريب.

تخيل لو أن أحدكما تأخر لحظات بسيطة لأي سبب كان، لما تم هذا اللقاء!

أحد أصدقائي تخرج من جامعة الملك سعود -علوم إدارية تخصص محاسبة- يقول "بالصدفة التقيت أحد زملائي في المرحلة المتوسطة، وهو من نصحني أن أتخصص في المحاسبة رغم أني لم اكن أعرف ما المحاسبة وما هي مجالاتها الوظيفية، وما طبيعة المواد التي تُدرّس في هذا القسم. تخرجت وتوظفت وأنشأت شركة وكل مستقبلي تمحور حول هذه الصدفة".

طبعا، ليست كل الصدف جميلة، ولكن حتما الصدف قد تغير حياتنا. ربما تتعرف على شخص بالصدفة ويصبح أحد أعز أصدقائك، ويشاركك لحظات حاسمة ومصيرية في حياتك ويسهم في صنعها. وأحيانا بالصدفة يعود إليك صديق قديم لم تلتق به منذ مدة، وأحيانا بالصدفة تجد شريكك التجاري، وأحيانا بالصدفة تجد من يوظفك، وأحيانا بالصدفة تدخل مجالا لم تكن تفكر بالدخول فيه.

الغريب في الأمر، أننا نستطيع إدخال الناس بالصدفة إلى حياتنا، ولكن لا نستطيع بالصدفة إخراجهم منها!

قد تتعرف على شخص بالصدفة، وقد تعود علاقتك بصديق قديم بالصدفة، ولكن لا تستطيع أن تُخرج أحدا من حياتك بالصدفة، لأن إنهاء العلاقات غالبا يكون إما بقرار ونية، وإما أن يكون الزمن سببا فيه.

كثير من أصدقائنا انتهت علاقتنا بهم دون أسباب، ولكن الزمن كان كفيلا بتوسيع دائرة الفجوة بيننا وبينهم.

ربما لو تستعيد شريط حياتك ستجد أن إحدى الصدف كان لها تأثير مهم في حياتك.