على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقف العديد من قادة وممثلي دول العالم، وألقوا خلال خطاباتهم، قضاياهم المختلفة وآراءهم حول ما يدور حول العالم من أحداث وقضايا. لكن تبقى هناك بعض الخطابات التي حدثت على منبر الجمعية العامة، لا تكاد تنسى من ذاكرة المراقب للمشهد الأممي حول العالم، سواء لطول الفترة التي ألقيت خلالها تلك الخطابات أو لما شهدته من مفاجآت تحدث عنها العالم في حينها وإلى الآن.


8 ساعات للمبعوث الهندي

كان خطاب المبعوث الهندي للأمم المتحدة كريشنا مينون في عام 1957، بمثابة أطول خطاب في تاريخ المنظمة، حيث تطرق إلى أزمة مدينة كشمير الهندية، وكاد يلقى حتفه، وذلك نتيجة انهياره عقب خطابه الذي استمر طوال أكثر من 8 ساعات، وتم نقله إلى المستشفى، لكنه عاد في وقت لاحق بعد تلقيه العلاج واستأنف خطابه لمدة ساعة أخرى، في حين كان يفحص الطبيب المختص ضغط دمه من وقت لآخر.


 دجاج كاسترو

كان أول خطاب للرئيس الكوبي فيدل كاسترو عام 1960، من بين أطول الخطابات في تاريخ المنظمة، حيث استغرق حينها نحوا من 4 ساعات ونصف الساعة، استغرق فيه كاسترو عن الحديث حول هيمنة الولايات المتحدة على العالم، وإهانة كل من جون كينيدي وريتشارد نيكسون، اللذين كانا مرشحين للرئاسة الأميركية في ذلك الوقت، كما كشف كاسترو في حديثه قطاع الفلاحين في بلاده وأهميتهم، وأنه يحتفظ بالدجاج الحي في غرفته بالفندق.





خطاب بدأ الأربعاء وانتهى الخميس

أشار عدد من المراقبين إلى أن خطاب الرئيس المصري السابق محمد مرسي في الجمعية العامة، استطاع أن يقترب من عشرات الخطب للرؤساء، من ضمنهم الرئيس الفنزويلي السابق هوجو شافيز، والتي استمرت ساعة و50 دقيقة، ونظيره الأميركي الراحل أيضا وليام هارسون الذي بلغت خطبته ساعة و45 دقيقة. وقال المراقبون إن مرسي من الممكن أن يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كأول رئيس يبدأ خطابا الساعة الـ 11:55 مساء الأربعاء 26 يونيو، وينهيه في الساعة الـ 1:40  اليوم التالي الخميس 27 يونيو.



القذافي يمزق الميثاق

بعد خطاب استمر حوالي ساعة ونصف الساعة، أصاب العقيد الليبي السابق معمر القذافي الحضور بالذهول من جهة، وبالضحك من جهة أخرى، حين قام بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة أمام الجميع خلال انعقاد الدورة الـ67 للأمم المتحدة عام 2009. وأكد خلال كلمته، على أن مجلس الأمن بات بمثابة مجلس رعب، وأن بلاده لن تعترف بقراراته بعد اليوم إذا استمرت تركيبته الحالية.

وتحدثت عدة تقارير إعلامية وقتها عن رفض إقامة خيمة بدوية كمقر إقامة له في نيويورك، إلا أن الثري دونالد ترامب، سمح له حينها بإقامتها في فناء منزله.



  خطاب أمير الكويت

"جئت إليكم حاملا رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله"، بهذه الكلمات خاطب أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الصباح المجتمع الدولي، من على منصة الأمم المتحدة عام 1990، عبر كلمة مؤثرة اختلطت بدموعه إبان الاحتلال العراقي للكويت، وكان تأثير الخطبة بالغا لدرجة أن وقف لها ممثلو العالم احتراما، وصفقوا لها طويلا.



 خريتشوف ضرب المنصة بالحذاء 

قدم رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي نيكيتا خريتشوف عام 1960، واحدة من أكثر خطب الحرب الباردة شهرة، وذلك عندما قام بخلع حذائه وبدأ بضرب الطاولة لإحداث ضجيج في القاعة، في محاولة منه لإسكات الوفد الفلبيني لدى الأمم المتحدة، والذي كان يحتج ضد الإمبريالية السوفييتية.

 


 تشافيز والأرواح الشريرة 

عام 2006، قام الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الذي يوصف دائما بأنه عاشق للأضواء، بأداء مسرحي هزلي خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قال "إن الشيطان كان هنا أمس، ولا تزال رائحة الكبريت بالمكان"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، الذي كان يلقي خطابا قبله. في حين كان آخر خطاب له بالجمعية العامة لا يحتوي على أداء مسرحي، لكنه اكتفى بالإشارة إلى أنه لم يعد يشم أية رائحة كبريت، معللا ذلك بأن الرئيس باراك أوباما هو الرئيس الأميركي حاليا.