صدر حديثا عن مؤسسة الفكر العربي كتاب جديد بعنوان "أبوالكلام آزاد وتَشكّل الأمّة الهنديّة.. في مناهضة الاستعمار والسياسات الطائفيّة" للباحث والأكاديمي الهندي الدكتور رضوان قيصر(أستاذ التاريخ في الجامعة المليّة الإسلامية في نيودلهي)، وقد قام بترجمته من الأرديّة إلى العربية أستاذ مساعد في قسم اللّغة العربيّة وآدابها في الجامعة المليّة الإسلاميّة في نيودلهي د.صهيب عالم.

ويأتي الكتاب ضمن سلسلة "حضارة واحدة" التي تُصدرها مؤسّسة الفكر العربيّ، ويبحث الكتاب في أدوار ونضالات واحد من أبرز الشخصيّات الكاريزمية الوطنية، الفاعلة في شبه القارّة الهندية: أبوالكلام آزاد (1888–1958) واسمه الحقيقي محي الدين أحمد بن خيرالدين، الذي أُعيد له الاعتبار في بلاده السنة الماضية على أكثر من صعيد سياسي وفكري وإعلامي وأكاديمي رفيع. أمّا لقبه "أبو الكلام" فقد أُطلق عليه كونه خطيباً بارعاً ومشوّقاً. وكلمة "آزاد" تعني باللغة الأردية "الإنسان الحرّ".

يحكي الكتاب قصّة هذا الرجل الذي ظلمه الإعلام العربي كثيراً، وهو الذي كان وُلد لأمّ عربية في مكّة المكرّمة، وجال في بغداد والقاهرة وإسطنبول، متأثّراً بالدعوة الإصلاحية للشيخَين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، ومعهما بُعيد ذلك، الشيخ رشيد رضا صاحب مجلّة "المنار"، حيث على غرارها كان آزاد قد أسّس لاحقاً في كلكتا (1912) مجلّته الشهيرة "الهلال"، التي لقيت قبولاً واسعاً في أوساط المسلمين الهنود، وشكّلت تحوّلاً مهمّاً في تاريخ الصحافة الهندية. كما كانت واحدة من أسس النهضة الوطنية والفكرية والروحية لعموم بلاد الهند.

أسس قومية 

تميّز "آزاد" عن غيره من قادة الهند الحديثة الكبار، بأنه كان في مقدمة الزعماء المسلمين الهنود الذين دعوا بقوة وصلابة إلى وحدة الهندوس والمسلمين، على أساس قومي هندي جامع، رافِعته دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية، التي وحدها تحمي الدين من العبث به واستغلاله في بازار السياسات الفتنوية على اختلافها، والتي لجأ إليها الاستعمار البريطاني لضمان هيمنته على البلاد، ونهب ثرواتها، والتحكّم بمقدراتها، واستطراداً تحقيق مآربه في تقسيم الهند إلى بلدين لدودين هما: الهند وباكستان.

 حظيَ أبو الكلام آزاد بثقة قطاعات عريضة من الشعب الهندي، بطوائفه الدينية واتجاهاته الفكرية والإيديولوجية المختلفة، حتى أنه ترأس حزب المؤتمر الوطني الهندي ذا الأغلبية الهندوسية في العام 1923، وأعيد انتخابه رئيساً للحزب نفسه في العام 1940 وحتى العام 1946.