فيما واصلت طائرات نظام بشار الأسد وروسيا غاراتها على مدينة حلب لليوم السادس على التوالي، وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل نحو 171 مدنيا منذ إعلان قوات نظام بشار الأسد، انتهاء العمل باتفاق وقف الأعمال العدائية في 19 سبتمبر الجاري وحتى مساء أول من أمس.
وفي تقرير أصدرته أمس بعنوان "أحياء حلب الشرقية تتمزق بنيران القوات الروسية والسورية، حصيلة أسبوع بعد بيان وقف الأعمال العدائية الثاني"، قالت الشبكة إنه خلال ستة أيام قتلت القوات الروسية نحو 114 مدنيا، بينهم 26 طفلا، و19 سيدة، فيما قتلت قوات النظام نحو 57 مدنيا، بينهم 11 طفلا، و7 سيدات". كما سجل التقرير "ارتكاب القوات الروسية 7 مجازر، و10 حوادث اعتداء على مراكز حيوية مدنية، فيما ارتكبت قوات الأسد مجزرتين وحادثتي اعتداء على مراكز حيوية مدنية".
يأتي ذلك فيما لم يستبعد ناشطون ارتفاع الحصيلة لوجود الكثير من الأشخاص تحت أنقاض المباني المدمرة.
وكانت طائرات النظام وروسيا قد شنت عدة غارات أمس، مستهدفة أحياء حلب الشرقية، ما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين.
وفي السياق ذاته، تعرضت كل من حمص ودرعا وريف دمشق لقصف جوي روسي، أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
شح مواد الإغاثة
مع كثافة الغارات وشح الإمدادات الطبية والإغاثية، باتت فرق الدفاع المدني في حلب الشرقية عاجزة عن الحركة، خاصة أن القصف لا يستثني المرافق الطبية ومراكز الدفاع المدني ولا حتى سيارات الإسعاف.
وقال المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا أمس: إن الاتفاق الأميركي الروسي بشأن سورية دخل دائرة الخطر.
وأوضح المبعوث الأممي في كلمة له خلال جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في حلب، إن اجتماع مجموعة دعم سورية الأخير لم يتوصل إلى أي نتائج نطمح إليها، مشيرا إلى أن هناك حوالي 270 ألف شخص محاصرون حاليا في حلب.
وعد الوضع الإنساني في حلب بلغ منعطفا حرجا بسبب استمرار الحصار والتصعيد العسكري، داعيا إلى وقف النار لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات إلى شرق حلب.
خطاب غير مقبول
ندد الكرملين أمس بـ"النبرة والخطاب غير المقبولين" للسفيرين الأميركي والبريطاني في الأمم المتحدة وذلك غداة اتهامهما الجيش الروسي بـ"الوحشية" وارتكاب جرائم حرب في النزاع في سورية.
وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "النبرة العامة وخطاب مندوبي بريطانيا والولايات المتحدة غير مقبولين ويضران بعلاقاتنا".
وأضاف أن روسيا "لا تفقد الأمل ولا الإرادة السياسية" من أجل إحراز تقدم في عملية السلام في سورية مع أن وقف إطلاق النار "لم يعط نتيجة كبرى".
انهيار الأوضاع
حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية من انهيار الأوضاع في حلب، وقالت إن قوات النظام استولت على منطقة يسيطر عليها الثوار على حافة حلب السبت الماضي، لافتة إلى أن القصف الجوي سيستمر لفترة طويلة متوقعة هجوما أرضيا على المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
وذكرت الصحيفة إحصائية للأمم المتحدة بأن حوالي مليوني شخص في حلب يعيشون دون مياه جارية بعد تزايد القتال في الأيام القِلال الماضية.
وقالت الصحيفة "إن حلب أصبحت مركزا للحروب في الأشهر الأخيرة. وهي آخر منطقة رئيسية استولت عليها المعارضة، وخسارة الثوار فيها ستكون بمثابة نقطة تحول في هذه الحرب التي تسببت في مقتل أكثر من 300 ألف شخص وشردت أكثر من نصف سكان سورية من بيوتهم".
قلق صيني
نقلت صحيفة "بيبولز ديلي" الصينية تصريح مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي، الذي عبر فيه عن قلق الصين العميق إزاء التصعيد العسكري الذي جرى في الآونة الأخيرة في بعض المناطق في سورية وحث المجتمع الدولي على العمل بشكل أكثر جدية لمساعدة كافة الأطراف السورية في جهودها للتوصل إلى حل سياسي للصراع السوري.
وأكد السفير ليو جيه يي على أن جهود الصين لن تتوقف في سبيل تعزيز الحل السياسي للأزمة السورية.