يلتئم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، في الجزائر، في الاجتماع "غير الرسمي" المرتقب، لبحث استقرار أسعار النفط المتراجعة دون 50 دولاراً للبرميل، وسط تحذيرات مراقبين من مغبة فشل الاجتماع، واحتمالية أن "تهوي الأسعار إلى ما دون 43 دولاراً حتى نهاية العام".

ولم يحدد بشكل رسمي الموعد الدقيق للاجتماع، إلا أن وزارة الطاقة الجزائرية أشارت إلى أنه سيعقد بين 27 - 28 من سبتمبر الجاري، فيما أشارت وكالة الأنباء الاقتصادية والبيانات المالية "بلومبيرج" الخميس الماضي، إلى أن الاجتماع سيعقد الأربعاء 28 سبتمبر الجاري.

اختلاف المجتمعين

يأتي الاجتماع المرتقب، بعد لقاءين سابقين عقدا في أبريل ويونيو من العام الجاري، لتثبيت الإنتاج وخفض معروض الخام في الأسواق العالمية، لكنهما فشلا في الوصول إلى اتفاق بسبب اختلاف المجتمعين.

وينظر مراقبون إلى أن الاجتماع المقبل، لا يحتمل فشلاً جديداً، لأن ذلك سيهوي بأسعار النفط إلى أقل من 43 دولاراً حتى نهاية العام الجاري على الأقل، في الوقت الذي يعاني فيه المنتجون بما فيهم الكبار، من انخفاض الأسعار.

وتذبذبت أسعار النفط الخام صعوداً وهبوطاً منذ مطلع سبتمبر الجاري، متأثرةً بأية تصريحات من الدول المنتجة للنفط الأعضاء وغير الأعضاء في (أوبك) حول الاجتماع المرتقب، والمواضيع المتوقع بحثها.

خفض الإنتاج

 قال الخبير الاقتصادي السعودي فضل البوعينين،" إن الاجتماع المقبل سيحدد سعر متوسط برميل النفط خلال الشهور المقبلة، "وأي فشل في التوافق على خطوات إعادة الاستقرار، ستهوي بالأسعار دون 43 دولاراً".

وأضاف البوعينين، "الدول المنتجة للنفط تعاني من هبوط أسعاره للعام الثالث على التوالي، والأسواق تفيض بالمعروض، والأسعار الحالية البالغة نحو 48 دولاراً لا تعكس السعر الحقيقي لارتباطها بالاجتماع المقبل".

وتابع "الدول المنتجة وصلت لمرحلة كسر العظم، لا أعتقد استمرار هذا الوضع نظراً لما تقوم به الدول من إجراءات تقشفية وإصلاحات هيكلية لاقتصاداتها لمواءمة النفقات بالإيرادات، لذا المطلوب هو خفض الإنتاج وليس الاكتفاء بتثبيته".

ونفذت غالبية الدول الأعضاء في (أوبك) والمنتجين الآخرين خارج المجموعة صغاراً وكباراً، إصلاحات هيكلية في اقتصاداتها منذ مطلع العام الجاري، وبرامج تقشفية شملت إلغاء مؤسسات ومشاريع، ودمج أخرى، ورفع الدعم عن عديد السلع والخدمات.

ويرفض البوعينين، أن تكون السعودية صاحبة الكلمة الفصل في إنجاح أو فشل الاجتماع المقبل، "المملكة قدمت كل التنازلات لإعادة الاستقرار لأسواق النفط، لكن هناك دول خارج المنظمة (لم يسمها) كانت سبباً في عدم الوصول إلى توافق حتى اليوم".

وبلغ إنتاج الدول الأعضاء في (أوبك) من النفط خلال أغسطس الماضي، نحو 33.237 مليون برميل يومياً، منها نحو 10.6 ملايين برميل يومياً من السعودية وحدها، بينما بلغ حجم الإنتاج العالمي في ذات الشهر 95.4 مليون برميل يومياً.

استقرار الأسعار

قال المدير العام الأسبق لشركة المحروقات الحكومية "سوناطراك"، عبد المجيد عطار، إن "أي قرار مبدئي لتثبيت الإنتاج خلال اجتماع الجزائر، سيدفع باتجاه استقرار أسعار النفط عند مستوى 50 دولارا، ويمكن أن يتطور خلال 2017 بين 50 - 60 دولاراً للبرميل".

وفي حال عدم توصل الاجتماع لأية تفاهمات، أوضح عطار الذي شغل أيضاً منصب وزير الري في الجزائر، للأناضول "إذا حدث العكس، فإن أسعار النفط ستبقى في حدود 50 دولاراً لمدة عام واحد على الأقل".

وتابع "السعر المثالي للاقتصاد العالمي هو 60 دولاراً للبرميل على المدى المتوسط، في انتظار وضوح الرؤية أكثر بخصوص تطور الاقتصاد العالمي ونماذج استهلاك الطاقة (البديلة) التي بدأت في الانتشار عبر العالم".

وتوقع عطار، أن يتوصل لقاء الجزائر إلى اتفاق من حيث المبدأ حول تثبيت الإنتاج، لأنه "هدف مشترك لمنظمة (أوبك) وللدول غير الأعضاء حول العالم، والأهم التوافق على تثبيت الإنتاج لمدة عام على الأقل".

وقادت الجزائر خلال الأسابيع الماضية، مساعي مع عدة دول من داخل وخارج منظمة (أوبك)، بهدف تقريب الرؤى والخروج بقرار مشترك خلال الاجتماع التشاوري بغية إنعاش سعر البرميل.

نقاط توافق

يتفق البوعينين وعطار، في أن الاجتماع الحالي يحتوي على نقاط توافق أكثر من الاجتماعات السابقة، خاصة مع ترحيب سعودي إيراني روسي، على أية توافقات من شأنها إعادة الاستقرار لأسواق النفط العالمية.

وكان كبار المنتجين قد أخفقوا في اجتماع عقد بالدوحة في 17 أبريل الماضي، بالتوصل إلى قرار ملزم بتثبيت الإنتاج عند مستويات يناير الماضي، بسبب خلافات على عدم وجود إيران في الاجتماع.

وفشلت (أوبك) في التوصل خلال اجتماعها في فيينا مطلع يونيو الفائت، إلى اتفاق بشأن تغيير سياسة المنظمة في مجال إنتاج النفط، ولم تتمكن من تحديد سقف جديد لحجم إنتاج النفط.

ال نفط يرتفع 4 %

قفز النفط نحو 4% أمس بحلول الساعة 15:19 بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.75 دولار بما يعادل 3.8% إلى 47.64 دولارا للبرميل.

وزادت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.65 دولار أو 3.7 % إلى 46.13 دولارا.