منذ عام تقريبا، بدت إيران على حافة إقامة علاقة جديدة مع الولايات المتحدة والعالم، ولكن بمرور السنة، ظهر أن التفاؤل الإيراني قد حل مكانه شعور بالمرارة وخيبة الأمل وتبادل الاتهامات.
وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فقد قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في خطابه أمام الأمم المتحدة في الخريف الماضي، إن الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران أساس للتغيير. وأضاف حينها "لم نكن نسعى فقط للوصول إلى اتفاق نووي. نريد أن نقترح طريقة جديدة بناءة لإعادة ترتيب النظام العالمي".
وأشارت الصحيفة إلى أن روحاني في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة وفي مؤتمر صحفي، تغيرت نبرته المتفائلة، وتطرق إلى كثير من القضايا، متهما بمرارة الأمم المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه الاتفاق النووي.
وقالت "واشنطن بوست" إن روحاني صعد حربه الخطابية ضد السعودية واتهمها بعدم احترام حقوق دول الجوار، فيمت أكد على الاستمرار في دعم بلاده لقوات بشار الأسد في سورية، التي "تقصف الشعب بالبراميل المتفجرة وغاز الكلورين".
إحباط شعبي
وترى الصحيفة أن التحول في نبرة خطاب الرئيس الإيراني ربما تكون له دواع انتخابية، حيث إنه يواجه حملة إعادة انتخابه خلال ستة أشهر، وموقفه هذا يعكس الإحباط الذي يشعر به كثير من الإيرانيين الذين يعتقدون أن الفوائد الاقتصادية من رفع العقوبات كانت شحيحة حتى الآن.
وفي هذا الإطار، قال البروفيسور جاري سيك من جامعة كولومبيا، والذي خدم في مجلس الأمن القومي الأميركي مع ثلاثة رؤساء أميركيين، إن روحاني "يتعرض للهجوم في إيران لعدة أسباب. السبب الرئيسي هو أنه باع مصالح إيران، وتنازل عن الكثير، فضلا عن أنه قريب أكثر من اللازم من الأميركيين".
التودد للأميركيين
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه كان من المعروف دائما أن أي تقارب بين واشنطن وإيران سيأتي ببطء. في العام الماضي، أدت مصافحة في لقاء عرضي بين الرئيس أوباما ووزير الخارجية الإيراني في الأمم المتحدة إلى ضجة إعلامية في إيران. لذلك كانت فرصة حدوث لقاء بين أوباما وروحاني في الأمم المتحدة هذه المرة ضئيلة جدا حتى لا يبدو الرئيس الإيراني وكأنه يتودد أكثر من اللازم إلى الأميركيين.
المطالبة بإطلاق المعتقلين
وقالت الصحيفة إن إيران لا تتمتع بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي كان روحاني في أروقة الأمم المتحدة بنيويورك، تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس، إدوارد رويس، بمشروع قانون بعنوان "قانون منع دفع فدية إلى إيران في المستقبل،" وذلك ردا على دفع الولايات المتحدة مبلغ 1.3 مليار دولار نقدا إلى إيران كجزء من تسوية من صندوق يضم أموالا إيرانية كانت واشنطن تحتجزها منذ الثورة الإيرانية في 1979.
على الجانب الآخر، قام الأميركيون من أصل إيراني، بحشد مظاهرة كبيرة أمام مبنى الأمم المتحدة خلال خطاب روحاني للاحتجاج على احتجاز معتقلين سياسيين في إيران.