أشاهد صورا في مواقع التواصل الاجتماعي لشبان أعرفهم، هم طلاب في الثانوية، فقلما أرى صورة تخلو من سلاح رشاش، أو سكين! وهذا مؤشر خطر يجب أن يؤخذ في الحسبان!

هؤلاء الشبان: من أين لهم قيمة سلاح رشاش بالآلاف؟ ثم ما حاجتهم به في هذه السن؟! الأسلحة بحاجة إلى رقابة أكبر!

حين كنا طلابا في الثانوية كان جُل أحلامنا محصورا في الحصول على شماغ، وقلم، وزجاجة عطر، لكننا كنا نفكر جيدا في مستقبلنا، وكنا نحترم النظام، ونقدر الكبار.. أما اليوم فطلاب الثانوي يحملون الرشاشات والسكاكين! وقلّ لديهم الاحترام، وغلب عليهم الهزل، والطيش، والاستخفاف، و"الاستهبال"، والتعصب! أرى الأمر تحولا خطيرا!

ليتني ألتقي كثيرا من الآباء اليوم فأسأله: علامَ تربي ابنك في هذا العصر؟

وهل تجد نفسك عاجزا عن رفض طلبات ابنك المتزايدة خوفا عليه مما ترى، وتسمع؟!

وهل أنت ممن يسهم في تأجيج ابنه بالرضوخ لكثير من العادات القبلية التي صار يتحكم فيها الشباب في جو من الصمت المخيب من الكبار ظنّا منهم أن في هذه التصرفات الخرقاء بناء أمجاد القبيلة وإبرازها بين القبائل؟!

ولعلي أطرح - هنا - بعض الحلول:

فيا أيها الأب:

- كن قريبا من أبنائك، وكلما كبروا اجعل اقترابك منهم بشكل أكبر.

- لا تظن أن الدين محصورا في الصلاة - مع عظيم أثرها -، فيؤدونها؛ لأنك ترغب منهم أن يؤدوها، بل أنت مطالب بإقناعهم بها، خذهم معك إلى الصلاة، وحببهم فيها، وناقشهم في معلوماتها.

- وسع مداركهم، وأخبرهم بأن كل جميل هو في ديننا (الرحمة، الاحترام، النظام، البر، الإحسان).. وأن كل شر يقف وراءه عدو للدين، وللأخلاق، يريد هدم المجتمع بتضليل أبنائه، وتقويض قوته!

- راقب تصرفاتهم، وارصد سلوكياتهم، وناقش أفكارهم، ولا تزرع فيهم كل شر؛ فتحصد ثمار الألم، والغبن!

- لا تنسَ الدعاء لنفسك، ولهم.. فـ "الدعاء سلاح المؤمن".

- ابتعد عن كل فعل مشين، وسلوك قبيح: لا تظلم؛ فتصبك دعوة، ولا تشمت؛ فتحط بك شماتتك، وكن قدوة صالحة لمن هم حولك.

- كن ذا تأثير في أفراد عشيرتك، وقبيلتك بالحكمة، والكلمة الطيبة، ابحث عن أهل الخير فيهم، وحاول أن توظف طاقاتهم؛ لنشر الخير، والرقي بمستوى الوعي.

- وأخيرا؛ فلتعلم، ولأعلم، وليعلم الجميع بأن العلم نور، وأنه طريق الفلاح، والصلاح، وكما قيل: بالعلم نرقى، وبالأخلاق نسود.

ولشبابنا أقول: وطننا اليوم هو بحاجة إليكم أكبر من أي وقت مضى، لا سيما وأنتم ترون الأحداث الكبار، والتحولات الخطرة في الأمور، والدول، والسياسات.. فالدولة تعمل جاهدة من أجل الدفاع عن الدين، والحق، وتوفير كل أمر هو سبب في راحة البلاد، والعباد، وهي بحاجة إليكم في الوقوف معها بالمحافظة عليها، وعلى أمنها، وراحة أهلها، والحرص على التعلم؛ ليزداد وعيكم، وإدراككم؛ فتواصلون المسير، وترفعون البناء، وتكونون على قدر كبير من المسؤولية، فقطار الحياة لا ينتظر الهمل، ولا يركب فيه إلا الجادون القادرون!