أوضحت إحصائيات أممية أن الأطفال اللاجئين أكثر عرضة لترك المدرسة بخمسة أضعاف مقارنة بأقرانهم من غير اللاجئين، وأن 4 ملايين لاجئ في العالم لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة، من بينهم 900 ألف طفل وشاب سوري، وهو ما يبرز أهمية توفير التعليم كمتطلب أساسي لتحقيق مستقبل مشرق للاجئين.
- 3 أبعاد
ذكر تقرير نشر مؤخرا أن "قضية حرمان اللاجئين من التعليم أثارت نقاشات في اجتماعات جمعية الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، حيث يزداد فقدانهم للفرص التعليمية بسبب الهجرة المستمرة، وبغض الأجانب، والشعور باليأس، وأن حل المشكلة يتطلب تدخلاً عالمياً، وحدد 3 مبادئ لإتاحة التعليم لهذه الفئة:
1- التمويل المخطط الدائم
ذكر التقرير أن "اغتراب اللاجئين عادة ما يطول أكثر من اللازم، فبين عام 2005 و2015 تشرّد 40 % من جميع اللاجئين لثلاث سنوات، أو أكثر، وكان متوسط طول فترة الترحيل 17 عاماً". وأضاف أن "الاغتراب فرصة الأطفال الوحيدة لتلقي التعليم، والتخطيط من أجل دورة متكاملة من التعليم يتطلّب تمويلاً محدداً، وهو الأمر الذي افتقر إليه تعليم اللاجئين، ولكن الجانب المُشجع أن التخطيط التعليمي مرتبط بشكل كبير بأولويات التنمية، مما يعني وجود احتمالات للتخطيط على المدى البعيد، ومن الناحية التاريخية تم تغييب اللاجئين في الخطط التنموية الوطنية وخطط القطاع التعليمي، ولكن مؤخراً أدرجت تشاد والكاميرون والنيجر وباكستان وجنوب السودان اللاجئين ضمن خططهم الإقليمية والوطنية، وهذه الخطوة قد تسهل التخطيط والدعم العالمي الذي يدوم لعدة سنوات". وأشار إلى الصندوق الجديد الذي تمّ إطلاقه مُؤخراً "التعليم لا يستطيع الانتظار"، ومحاولاته زيادة كمية التمويل المتاح للتعليم في حالات الطوارئ".
2- دعم التعليم في الدول المجاورة
أوضح التقرير أن "أكثر من 85% من اللاجئين يستمرون بمحاولة اللجوء إلى دولة مجاورة لدولتهم، وعادةً ما تكون هذه الدولة ذات دخل منخفض أو متوسط، وتواجه تحديات مالية وسياسية عديدة، ومن ضمنها صعوبة تعليم مواطنيها أنفسهم، وفي هذه الحالات توفر المنظمات والحكومات بالتعاون معاً الفرص، فالوزارات الوطنية للتعليم في تركيا ولبنان تتعاونان للسماح للاجئين بالذهاب إلى المدارس الوطنية، والوزارة الكينية للتعليم عقدت شراكة مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتسجيل مدارس في المخيمات كمدارس كينية رسمية، ولكن الدول لا تستطيع تحمّل التكاليف المالية وحدها".
3- توفير التوظيف
أبان التقرير أن "اللاجئين محرومون من حق العمل في العديد من الدول، بسبب الأسواق المنغلقة، فحتى لو كان بإمكانهم تلقي التعليم والتخرّج لن تكون لديهم المقدرة على الاستفادة من هذا التعليم من أجل كسب الرزق، لذلك تبرز أهمية تعليم اللاجئين لأنه يوفر بيئة آمنة في الحاضر والقدرة على كونهم أعضاء مُنتجين في المُستقبل". وأشار التقرير إلى أن "وعد التعليم لا فائدة منه إذا لم توجد هنالك الأحقية للعمل، بتعاون الدول المعنية للحصول على تراخيص للعمل، وتوفير فرص عمل يستفيد منها اللاجئون وكذلك المواطنون"، داعيا إلى وجود التزام عالمي بهذه المبادئ الثلاثة من أجل تيسير موارد وأعمال تعاونية أضخم لتلبية احتياجات اللاجئين التعليمية.