كشفت مصادر مقربة من جماعة الحوثيين الانقلابية، أن هاجس انشقاق قادتها وانضمامهم إلى قوات المقاومة الشعبية بات يشكل هاجسا يؤرق مضاجع الانقلابيين، مشيرا إلى اعتقال أحد القادة البارزين في مدينة تعز بالتهمة نفسها، واقتياده إلى التحقيق في أحد المراكز الأمنية الخاصة بالجماعة.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، في تصريحات إلى "الوطن"، إنه تم اعتقال القيادي المقرب من الجماعة، محمد رسام، خلال اليومين الماضيين، خلال سيره في شارع الستين، شمال مدينة تعز، وتم اقتياده للتحقيق في مدينة الصالح بمنطقة الحوبان، إذ وجهت إليه تهمة محاولة الانشقاق والانضمام إلى صفوف القوات الموالية للشرعية.


إعلان الانشقاق

تابع المصدر، إن عددا كبيرا من عناصر الجماعة الحوثية وأتباع المخلوع بادروا خلال الفترة الماضية بإعلان الانشقاق عن صفوف التمرد، وانضمامهم إلى القوات الموالية للشرعية، بينهم قيادات ميدانية وسياسية، مما أثار مخاوف طرفي الانقلاب من تزايد هذه الظاهرة التي تشكل تهديدا كبيرا لهم، بما يملكه المنشقون من معلومات عسكرية، مشيرا إلى أن قوات الجيش الوطني سبق أن أعلنت خلال الفترة الماضية، أنها تمكنت من تجنيد عدد من عناصر الحوثيين إلى صفوفها، واستفادت من معلومات عسكرية وفرها القادة المنشقون، ودمرت بموجب تلك المعلومات عددا من مخازن الأسلحة والعتاد العسكري، كما استهدفت قادة عسكريين بعد معرفة خطوط سيرهم.

مراقبة التحركات

ومضى المصدر قائلا، إن هذه التطورات دفعت قيادة الانقلابيين إلى التشكيك في ولاء كثير من قادتهم الميدانيين، واتخاذ إجراءات مشددة لمعرفة العناصر التي تفكر في الانشقاق، منها مراقبة تحركات بعضهم ووضعهم تحت المراقبة المستمرة، مشيرا إلى أن عددا من القادة أبدوا تذمرهم من إجراءات جديدة فرضت على تحركاتهم، منها ضرورة تقديم بيان مسبق عن المواقع التي يخططون زيارتها، والمدة التي تستغرقها تلك التحركات.

وكان الثوار حققوا خلال الفترة الماضية تقدما كبيرا في عدد من جبهات القتال في محافظة تعز، باستغلال الأسلحة النوعية الوفية التي قدمتها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، إضافة إلى انضمام أعداد كبيرة من الشباب إلى صفوف المقاومة الشعبية، وتخرجهم من معسكرات التدريب، بعد تلقيهم دورات متقدمة على أيدي خبراء تابعين لدول التحالف.

وأسهمت تلك الخطوات في كسر الحصار الذي يفرضه الانقلابيون على المدينة منذ عدة أشهر، إضافة إلى استعادة عدد من المواقع المهمة، منها جبل هان الإستراتيجي.