في الوقت الذي يغيب الفحص النفسي عن المدارس رغم أن طفلا واحدا من بين 5 أطفال يعاني من مرض نفسي، مثل القلق وصعوبة التركيز والصعوبات الاجتماعية، تؤكد الإحصاءات العالمية أن 62% من الشباب محرومون من علاج الاضطرابات المزاجية.


غياب الفحص النفسي

ذكر تقرير نشره موقع npr الأميركي، أن "جميع المدارس الأميركية  لا تقوم بفحص الطلاب من الجانب النفسي الصحي، وعندما يقومون بذلك، فإن هذه الممارسة تكون مختلفة بشكل كبير بين جميع الولايات، فحتى وإن تمّ التعرّف على هؤلاء الطلاب، فإن العديد من الأماكن تفتقر إلى وجود خيارات العلاج النفسي".

وأضاف أن "38% فقط من الشباب الذين يعانون من الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب يتلّقون الخدمات العلاجية، ففي عام 2014 خصصت الحكومة الفيدرالية 48 مليون دولار لدعم المعلمين والمدارس والمجتمعات من أجل احتضان المشاكل النفسية، ولكن لا تزال هنالك العديد من الحالات النفسية لدى الطلاب التي ليتم التعرف عليها وعلاجها حتى الآن".


موارد العلاج

ذكر التقرير أن "سيلينا والدة سيدني وليني قضت السنوات الثماني الأخيرة وهي تحاول توفير الموارد التي تحتاج إليهما ابنتيها. تماما كأي أب وأم لأطفال يعانون من مشاكل نفسية".

وأضاف أن الكبرى سيدني تصف الحصة بأنها مملة ومشتتة للانتباه، ومن الصعب عليها أن تركز فيها، أو تفهم المعلومات، الأمر الذي يجعلها مكتئبة وقلقة لدرجة أنها عادة ما تغادر المدرسة في منتصف اليوم الدراسي، أما أختها الصغرى ليني فهي مليئة بالطاقة الفوضوية، ففي المدرسة عادة ما تشعر بالإحباط، ويظهر ذلك على تصرفاتها، وأحيانا يتم صرفها إلى المنزل.

وأبان التقرير أن "سيلينا ذهبت بابنتيها إلى الطبيب، وبدأت سيدني بتلقي العلاج في عمر السابعة، وليني في عمر الرابعة، ولكن لم يكن ذلك حلا سريعا فعالا، فالأمر سيستغرق سنوات طويلة".





سيدني وليني

أورد التقرير قصة الطالبتين سيدني وليني، اللتين تم تشخيص كل منهما باضطرابات صحية نفسية، حيث تعاني سيدني "15 عاما" من الهوس الاكتئابي، وتعاني ليني "8 أعوام" من مرض مشابه يسمى باضطراب التقلب المزاجي".

وأوضح التقرير أن "المدرسة كانت تحديا بالنسبة لسيدني وليني، بسبب مشاكلهما الصحية النفسية، وهذا أمر اعتيادي، حيث إن طفلا واحدا من بين 5 أطفال يعاني من مرض نفسي: مثل القلق وصعوبة التركيز والصعوبات الاجتماعية، بينما العديد من المدارس لا تمتلك الموارد الكافية لتلبية احتياجاتهم".


تدخل المدرسة

ذكر التقرير أن "سيلينا شعرت بالسعادة عندما تواصلت معها معلمة ليني كي تأخذ منها المشورة، وبدأتا بالتواصل يوميا ويتشاركا النصائح حول أفضل الطرق المستخدمة من أجل التعامل معها، ووضعتا خطة تعليمية لها، وفي الوقت نفسه عدل طبيبها أدويتها كي يساعدها على تحسين مزاجها، وفي وقت وجيز تحسّنت الطفلة". وأشار إلى أن "الأم حاولت تطبيق نفس ما طبّقته على ليني على ابنتها الأخرى، لكنها فشلت، فبحثت لها عن مدرسة علاجية، فلم تجد، لهذا ستكمل الطفلة دراستها عبر الإنترنت من المنزل"، مشيرا إلى أن ذلك لم يكن الحل، حيث من المفترض أن تذهب ابنتها إلى المدرسة مع الأطفال الآخرين، ولكن كان عليها أن تتعلّم أولا كيف تكون قادرة على التكيّف.


معلمون غير مهيئين

أوضح مدير المدرسة جون هيرلي أن "المدرسة ترغب بالمساعدة، ولكن المعلمين ليسوا مهيئين بالشكل اللازم للتعامل مع هذه المشاكل". وأضاف "كان تدريبي في مجال الصحة النفسية مجرد فصل واحد في كتاب درسناه في يوم واحد، لدى العديد من المعلّمين الخبرة في التعامل مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، ولكنهم غير قادرين على التعامل مع الاضطرابات المزاجية".





من الأمراض النفسية



  • القلق

  • صعوبة التركيز

  • الصعوبات الاجتماعية

  • اضطراب التقلب المزاجي

  • اضطراب نقص  الانتباه

  • الهوس الاكتئابي

  • فرط  النشاط