من أبزر المشكلات التي يواجهها الفرد في مجتمعنا، كيف يحصل على موعد قريب في مستشفى ما؟ بعدما انتهت إلى حد ما مشكلة عدم توافر سرير.

ولكن زيادة عدد الأسرة لا يعني القضاء على المرض، بل انتظار المريض موعده ربما يزيد عبء المرض، ويصعب علاجه حتى يؤدي إلى الوفاة في الغالب، الكوادر الصحية المؤهلة لم تغطِّ بعدُ احتياج الكثافة السكانية للمملكة.

وزارة الصحة وضعت ضمن المؤشرات الخدمية في إستراتيجية الرعاية الصحية توفير 20 طبيبا لكل 10000 ساكن، أي بمعدل طبيب واحد لكل 500 ساكن. وهذا لا يزال أقل من المعدل العالمي الذي وضعته المنظمة العالمية للصحة، وذلك من أجل تحقيق خدمات صحية ورعاية طبية ذات جودة عالية، ففي تقرير منظمة الصحة العالمي الإنمائي للألفية، اشترطت لتوفير خدمة صحية شاملة 23 طبيبا لكل 10000 ساكن، وبالمقارنة بما لدينا هو 16 طبيبا لكل 10000 ساكن، كانت هذه آخر إحصائية لوزارة الصحة 1432.

وزارة الصحة لم تغفل عن ذلك ضمن الأهداف الإستراتجية للتحول الوطني 2020، وضعت هدفها الإستراتيجي التاسع لتحقيق أوقات انتظار مقبولة للرعاية الطبية في جميع مراحل تقديم الخدمات، ولن يصعب تحقيقه.

وإذا كنا سنتحدث عن المستشفيات وأكثرها سرعة في التعامل مع المواعيد، سنلاحظ أن المستشفيات التابعة للجامعات الأفضل في ذلك، وتأتي بعدها المستشفيات المتخصصة، كمستشفى الحرس الوطني، وأخيرا مستشفيات وزارة الصحة، وأعتقد من الواضح جدا أن المستشفيات الجامعية ربما تكون الأكثر طلبا ورغبة وإقبالا، بسبب أنها قادرة على ضخ الكوادر العاملة في الكليات الصحية في عياداتها العامة والتخصصية، وعلى الرغم مما تعانيه في بعض الأحيان من سوء تخطيط، إلا أنها قادرة على تقديم خدمات الرعاية الصحية بشكل جيد.

من المهم الإشارة إلى أن معظم المستشفيات في المملكة استفادت من التقنية، ووضعت حجزا إلكترونيا للمواعيد، فتفوقت بعض الجهات الصحية كالمدينة الطبية بجامعة الملك سعود، ومستشفى الملك خالد للعيون، ومستشفيات الهيئة الملكية بالجبيل، والمستشفيات العسكرية، أما مستشفيات وزارة الصحة، فلم تستفد من التقنية، هي مشغولة بمناقشة المرحلة الأولى من الموت.