فيما يعاني اليمنيون أزمة اقتصادية خانقة، اعتمدت جماعة الحوثي الانقلابية مبلغ 400 مليون ريال للاحتفال بما يسمى يوم "الغدير". وكشف مصدر مقرب مما يسمى المجلس السياسي بصنعاء أن أكثر من 200 مليون ريال من المبلغ المخصص للطقوس الاحتفالية يأتي من موارد الدولة، مشيرا إلى وجود موجة غضب كبيرة تجتاح صنعاء بسبب ذلك.




كشف مصدر مقرب مما يسمى المجلس السياسي بصنعاء، اعتماد الحوثيين مبلغ 400 مليون ريال للاحتفال بمناسبة ما يسمى بيوم "الغدير" الذي بدأت فعالياته أمس.

وقال المصدر إن أكثر من 200 مليون ريال من المبلغ المخصص للطقوس الاحتفالية يأتي من موارد وزارة الإدارة المحلية، وهناك استعدادات كبيرة بمشاركة عناصر إيرانية، مشيرا إلى وجود موجة غضب كبيرة تجتاح صنعاء بسبب ذلك، لاسيما أن هذه الاحتفالية من الحوثيين تأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة جدا نجم عنها تزايد حالات الفقر وانعدام السيولة في البنوك، مما يعد استفزازا واستخفافا بالمواطنين اليمنيين.

وأكد المصدر أن اليمنيين يواصلون يوميا معاناة عدم استلام مرتباتهم منذ أشهر، فيما الميليشيات الانقلابية تصرف الملايين في احتفالات طائفية، لافتا إلى أن هناك ردود أفعال غاضبة من المواطنين تجاه هذه الأعمال التي لم تعشها صنعاء من قبل.




سبب دمار البلاد

قال أحد سكان صنعاء المتضررين من عدم صرف الرواتب إن الحوثيين يكذبون ويدعون المظلومية وإعطاء الحقوق للغير، بينما هم رأس الظلم وأصل الفساد وسبب الهلاك والدمار في البلاد، وأضاف "نحن نتحدى الحوثيين أن يذكروا لنا احتفالا للإمام علي والناس من حوله جوعى، أو أن يذكروا لنا يوما احتفلت فيه السيدة فاطمة والناس من حولها محتاجون، وكذلك الحسن والحسين، مؤكدا أن "هذا لم يحدث مطلقا لأن هؤلاء خير البشر كانت حياتهم للناس، أما الحوثيون فحياتهم لأنفسهم ومصالحهم"، متسائلا "أي احتفال يدعو إليه الانقلابيون وهم يجوعون الناس ويقتلون الآمنين ويعتدون على الأطفال والنساء وكبار السن".







سلطة طائفية

أكد المحلل السياسي والكاتب اليمني علي البخيتي، أن الحوثيين لا يتصرفون كسلطة وطنية تهتم بمعاناة الناس ومشاكلهم العامة، مثل العجز عن دفع الرواتب وتكدس القمامة في شوارع صنعاء، وغيرهما من المشكلات القائمة، بل يتصرفون كسلطة طائفية تهتم بفعاليات الحركة ونشاطها الدعوي، ويصرفون على ذلك ملايين الريالات، ضاربين عرض الحائط بأوضاع الشعب والفقر المدقع والأزمة التي يعيشها الناس. وقال البخيتي "لا توجد سيولة لصرف المرتبات للموظفين في مختلف المؤسسات، لكننا نجد السيولة تتوافر للاحتفال بيوم الغدير أو بعيد ولاية الإمام علي، كما يسميها الحوثيون"، لافتا إلى عدم وجود أموال لدفع مستحقات الطلاب في مختلف دول العالم، غير أن هذه الأموال تتوافر عندما يتعلق الأمر باحتفالهم بعيد الغدير والولاية، ولهذا فإن اليمنيين يصفونهم بـ"الكهنوت".