فيما أقرت القيادة الأميركية الوسطى بأن قوات التحالف قصفت بالخطأ مواقع لقوات نظام بشار الأسد جنوب دير الزور أول من أمس، لافتة إلى أن قوات التحالف كانت تظن أنها تقصف مواقع تابعة لتنظيم داعش، تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات على خلفية موقفهما من الأزمة السورية، بالتزامن مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بناء على طلب روسيا، لبحث الغارات التي شنها التحالف على قوات النظام، وهو ما اعتذرت عنه الإدارة الأميركية.

وانتهت جلسة مجلس الأمن في وقت مبكر من صباح أمس من دون إصدار بيان.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت مساء أول من أمس مقتل 62 من أفراد قوات النظام وجرح 100 في غارة لطائرات التحالف على مواقع لقوات النظام يحاصرها تنظيم داعش بدير الزور، فيما ذكرت تقارير أن عدد قتلى النظام بلغ 80 عنصرا جراء غارات التحالف. ونقلت عن مصدر ميداني أن الطائرات الروسية بدأت قصف المواقع التي استولى عليها تنظيم داعش، مشيرة إلى نشوب معارك شرسة بين التنظيم وقوات النظام في المنطقة.




انتقاد واشنطن

وجه المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين انتقادات حادة للولايات المتحدة، وقال إنها "قامت بضربة متهورة"، معربا عن استغرابه لقيامها "بهذه الضربة في هذا التوقيت".

واعتبر تشوركين أن تلك الضربة الجوية نفذت لـ"عرقلة" تنفيذ الاتفاق بين بلاده والولايات المتحدة الذي قال إنه يستهدف "عودة الاستقرار في سورية، وينص أيضا على هزيمة تنظيم داعش وجبهة النصرة"، مؤكدا أن الطرفين الروسي والأميركي اتفقا على التنسيق لضرب تنظيم داعش وجبهة النصرة، في حين أن واشنطن لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه من "الفصل بين المعارضة وجبهة النصرة حتى الآن".

واتهم الدبلوماسي الروسي واشنطن بأنها "تحاول حماية جماعات إرهابية في سورية"، لكنه استدرك قائلا "لا نملك دليلا على تواطؤ الولايات المتحدة مع تنظيم الدولة"، مضيفا أن الوقت "حرج جدا بالنسبة للوضع الحالي في سورية".




ملاسنات نسائية

فيما دعت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى "الخجل" من تصريحاتها بأن "الولايات المتحدة تدافع عن مقاتلي داعش"، كتبت زاخاروفا على صفحتها في فيسبوك: "عزيزتي سامانتا باور، لمعرفة معنى كلمة الخجل، أنصحك بالذهاب إلى سورية والالتقاء مع الناس الذين يعيشون هناك رغم ست سنوات من الاختبار الدموي الذي يجري في بلدهم بمشاركة نشطة من واشنطن".

وذهبت الناطقة باسم الخارجية الروسية إلى أبعد من الملاسنات لتعلن أنها تلتقي بالسوريين كثيرا، وبممثلي المعارضة من المدن السورية، وبالصحفيين. وتعهدت بتحمل نفقات سفر باور إلى سوريا كاملة، مخاطبة باور: "لا تخافي. لن يلمسك أحد، إلا إذا ضرب طيرانكم مرة أخرى بالخطأ. ستجدين فيما بعد ما يمكن تذكره، وتعرفين معنى كلمة خجل".







نفاق روسيا

وكانت سامانثا باور قد تأخرت بشكل لافت عن حضور اجتماع مجلس الأمن، كما استخدمت لهجة حادة تجاه روسيا، ووصفت موقفها بـ"النفاق"، واعتبرت سعي موسكو لعقد جلسة لمجلس الأمن "محاولة رخيصة لتسجيل نقاط"، مضيفة "لقد رأينا مجازر عديدة ارتكبها النظام، ومنها استخدامه السلاح الكيميائي ضد المدنيين ولم تدع روسيا إلى عقد جلسة لمجلس الأمن".

كما اتهمت المندوبة الأميركية روسيا بأنها "تدافع عن الأنظمة المستبدة في العالم، وممارساتها في سورية لا تساعد على إنجاح اتفاق التهدئة"، وقالت "إن الادعاء بأن الولايات المتحدة تدافع عن مقاتلي داعش غي صحيح، فهذه المجموعة قطعت رؤوس مواطنين أميركيين، ونحن نرأس تحالفا من 67 دولة للقضاء على هذه المجموعة، وفقد داعش 40%من أراضيه. هذه ليست لعبة، ولذلك يجب أن يخجل المتحدث الذي عبّر عن اعتقاده بأننا نتعاون مع داعش".