على الرغم من طبيعة كل الأطفال التي تميل إلى الفرح والمرح، إلا أن أطفال سوريا المتواجدين في ساحات الحرم النبوي كان الحزن والأسى يسيطر على وجوههم مع أنهم أكدوا شعورهم بالأمن والطمأنينة منذ دخولهم إلى المشاعر المقدسة وحتى وصولهم إلى المدينة المنورة.
"الوطن" التقت بعضهم، حيث ذكر الطفل البراء أحمد أنه لم يعرف طعم الفرح منذ خمس سنوات، وأنه يشعر بالخوف والأسى، ولكن عندما وصل إلى المشاعر المقدسة والمدينة المنورة، أحس بالأمان والراحة، وحلم بالعودة إلى بلاده وإعادة بناء منزله، الذي أصبح ركاما بعد الحرب. وأشار البراء إلى أن الحج وزيارة المسجد النبوي يشعران الإنسان بتكاتف الأمم، وأنه لا فرق بين عربي وأعجمي، ولا بين أبيض وأسود. وعبر عن أمنيته في أن تعود الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد، ويجتمعوا على كلمة التوحيد.
وأضاف: عندما أتجول في ساحات المسجد النبوي أكاد أطير فرحا، ولكن حينما أتذكر حال بلادي ينتابني البكاء والحسرة، والأمل في العودة إلى الديار، موضحا أنه يلهج بالدعاء لأن تعود سورية كما كانت قبل الحرب والنزاعات الطائفية.
أما الطفل محمد الذي التقته "الوطن" في ساحات الحرم النبوي، فرفض إكمال اسمه، متفحصا في وجوه الناس الذين لا يعرفهم، وعندما تحدثنا إليه فضل السكوت لعدة دقائق، وبعد إقناعه بالحديث، قال إنه يعيش في أحد المخيمات مع والديه بعد خروجهم من سورية نتيجة الحرب، وأنه وصل إلى المدينة المنورة، بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج مع أهله، مشيرا إلى أنهم لا يتحدثون مع الغرباء، كما أوصاه أبوه، مبينا أنه لا يعرف طعم الفرح لفقده أخاه، وترك منزلهم. وأضاف محمد أنه يحلم بالرجوع إلى بلاده.