بعد ساعات من كشف تسجيل صوتي مسرب لقيادي شيعي مصري عن مخططات خارجية لنشر التشيع في مصر، كشفت دراسة سرية حديثة، عمل جهات موريتانية مع جهات إيرانية، على إعادة ما تصفه الدراسة "مكانة الشيعة في موريتانيا"، وقدمت هذه الدراسة مطالب بالتركيز على مناطق الشمال الموريتاني، باعتبارها مكان اجتماع الثروة والسلطة، وكذا "ضعف حضور علوم أهل السنة فيها حيث تقل فيها المحاضر "المدارس التقليدية" والعلماء مما يؤهلها لتكون المنطقة المثلى للتشيع".

ورأت الدراسة التي وصلت إلى الجانب الإيراني عن طريق رئيس مؤسسة "انقلاب" الثقافية محمد جواد أبوالقاسمي، أنه "يمكن أن تتحول موريتانيا إلى بلد شيعي، كما يمكن للعمل الشيعي أيضا في الوقت الحاضر إذا وجد تنظيما مناسبا أن يعوض تراجع التشيع في المغرب، وذلك من خلال جهود التنظيم والتأطير وزيادة الحضور في الميادين الثقافية الدعوية والإعلامية والاجتماعية الخيرية والاقتصادية".

وتوقعت الدراسة التي أعدتها جهات موريتانية "أن يؤتي العمل الشيعي إذا توافرت له الشروط والمقدرات أكله بسرعة، ليسمح برفع نسبة التشيع في موريتانيا من 1.5 % إلى حولي 20 % في ظرف 10 سنوات قادمة".




تعدد العقبات

عددت الدراسة عقبات ترى أنها تقف في وجه انتشار التشيع في موريتانيا، منها "مشاكل التنظيم، والتأطير، وتوفير المؤسسات"، واصفة هذه العقبات بأنها "المشاكل الأبرز أمام الشيعة الموريتانيين حتى يتمكنوا من فرض وجودهم على الخارطة الثقافية والدعوية والسياسية والاقتصادية".

كما رأت أن من هذه المشاكل والعقبات "عدم وجود حوزة علمية تؤطر وتنسق عمل الفاعلين الأساسيين في الساحة الموريتانية، وغياب إستراتيجية مناسبة لربط وتأطير الشيعة من خلال مؤسسات رسمية لتنظيمهم وتوفير المساجد والمدارس والمراكز والكتب بهدف ذلك، والافتقار إلى قيادات دينية وفكرية قادرة على تنظيم العمل الشيعي وعلى التخطيط والتنفيذ وبما يناسب الحاجات والتحديات".




قطع العلاقات

دعا مفتي موريتانيا الشيخ أحمد ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن، إلى ضرورة اتخاذ قرار بقطع العلاقات التي تربط بين بلاده وإيران، محذرا من أن الإبقاء على هذه العلاقة الدبلوماسية قد تكون له عواقب وخيمة بفعل ما سماه المخططات التخريبية لإيران بموريتانيا ومحاولتها نشر المد الفارسي الشيعي في البلاد.

وقال ولد حبيب الرحمن، مخاطبا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، إن حجم المخططات الإيرانية لنشر التشيع في البلاد، بات يفرض تدخلا لوقف هذا المد وقطع كل أشكال العلاقات الدبلوماسية مع طهران، معتبرا أن قطع هذه العلاقة أصبح مطلبا شعبيا، مبررا خطر هذا المد بأنه يقوم على أمور عقدية مخالفة للمذهب السني لموريتانيا، خاصة سب الصحابة الكرام.





تحرك سريع

طالب النائب البرلماني السابق رئيس حزب التحالف الوطني الديمقراطي، يعقوب ولد أمين بمراجعة العلاقة القائمة بين نواكشوط وطهران، عقب "الحقائق" التي كشف عنها الإمام أحمد ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن، الذي وصفه بـ"كبير علماء موريتانيا".

وقال ولد أمين – في تصريح صحفي أمس - إن الشيخ ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن، وضع أصبعه على مكان الجرح، وتحدث عن وقائع وحقائق تتطلب حراكا فعليا للتصدي لها قبل استفحالها.