لدي قناعة لا أدري من أين استقيتها- بأن القرّاء في يوم الجمعة تحديدا لا يبحثون عن مقال جاد يشبه ملامح رؤساء التحرير، ولا أناقة قراء نشرات الأخبار التي كانت قديما تنقل (بُشرى) الأمطار، قبل أن تكون الأمطار شيئا مخيفا، بل يهيأ لي أن قارئ الجمعة يريد مقالا لطيفا بخفة راقصة باليه، أو على الأقل كذكرى أغنية تختزلها الذائقة وتفضلها لأشياء متعلقة بالحنين ولا علاقة لها بالجودة من عدمها، لهذا قررت وأنا بكامل قواي العقلية التي يقسم المجانين بوجودها أن أبحث عمّا يسرّ ويُسعد، ولهذا وجدت معلومة جميلة تقول: (الأشخاص الذين نومهم ثقيل، يكون مخهم نشطا جدًا أثناء النوم ومشغولا بفعل العديد من المهام. هذه النشاط يمنع وصول الأصوات والأفعال التي توقظ أغلب الناس لهم، مما يجعل نومهم ثقيلا بالفعل).
وهذه المعلومة بُشرى لكل العرب والمسلمين على هذا الكوكب الذين يصحون من نومهم ليجلدوا ذواتهم ويعودون للنوم مرة أخرى، لكنها محبطة للذين يتغنون بإنجازات الأمم والحضارات الأخرى، فالغرب مثلا ليس أفضل منا، فنحن أصحاب النوم العميق الذين نفكر أثناء نومنا، فيما هم (يا دوب) يفكرون عندما يصحون من نومهم، وقد نُزعت منهم بركة جلد الذات، بل إننا نستلذ الجلد حتى من الغرباء، فعندما (جلدنا) نوبو أكي نوتوهارا في كتابه الشهير: (العرب.. وجهة نظر يابانية) لم يبق منا كاتب أو مثقف أو حتى (مواطن صالح) إلا أشاد بالجَلد الياباني واستشهد به في أكثر من مقال ومقال.
وما دام الحديث عن النوم موجّها لقارئ عربي فلن أتحدث مثلاً عما يسمى بالنخبة اليقظة، الذين ينامون أقل من 6 ساعات في اليوم ويكيفهم ذلك للعمل باقي اليوم، فهؤلاء (عليهم قلّ صْح)، وليكن الحديث ضمن اهتماماتنا كعرب، فمن المعلومات المهمة لنا أن الأبحاث أكدت أن بإمكان الإنسان أن يتحكّم في أحلامه، فيستطيع الإنسان أن يتخلص من الكوابيس وأن يحل مشاكله في الأحلام، فبمجرد تدريب خفيف يستطيع الإنسان أن يبدع في أحلامه ويسدد أقساط البنك ويمتلك مسكنه، بشرط أن لا يبدع في أحلامه بابتكار طريقة جديدة لجلد الذات العربية التي أشك بوجودها أصلا!
الأبحاث أيضا أكدت أن الإنسان يستطيع أن يجعل أحلامه أكثر وضوحا، وكل ما عليه أن يهتم كثيرا بفيتامين ب6، هذا الفيتامين موجود في الموز أيها الإنسان العربي (لا يلزم أن تتسلق الأشجار وتقذف المارّة)، فهذه فرصة عظيمة لأحلام المواطن العربي المشوشة أن تنتقل من معاناة (الأريل) إلى نقاء ودقة عائلة (الديجتال)، هذه الأبحاث -بالطبع- غربية، لكنني أرى أنها محفزة للعلماء العرب بتطويرها بمزيد من النوم للحصول على ابتكارات تمكن الإنسان من إعادة الحلم بالحركة البطيئة والتدخل في السيناريو أثناء العرض. والله المستعان.