أعلاه، هو تعريف لمحبي كرة القدم والشغوفين بها في تونس، هناك في "سوسة" مقهى الكورجية، بحضور كبيرهم اللاعب والمدرب والمحلل والمفكر الكبير عبدالمجيد الشتالي، الذي يحتسي قهوته صباحا مع أسرته بعد أن يتناول إفطاره، ثم يخرج قاصدا المقهى الذي يقع تحت منزله، هناك يتحدث "شتالي" عن كرة القدم التي يعشقها إلى حد الجنون، ولا يمل الحديث عنها، ولا يتوقف عن ذلك إلا وقت النوم، أتذكر يوما خسر النصر من الهلال بهدفين دون رد، وخرج الأمير ممدوح بن عبدالرحمن بعد المباراة مع الزميل محمد العرفج مراسل قناة أبوظبي الرياضية، وأخذ الأمير ممدوح يتحدث عن منع هيئة دوري المحترفين الإعلانات التي يملك حقوقها، وتجاهل الحديث عن المباراة، وفجأة ثار الشتالي الذي كان في الأستديو التحليلي على الأمير ممدوح وقال "انت كيف تقول مثل هذا الكلام في وقت خسارة النصر من الهلال".

غضب الشتالي حينها وقال: رحم الله أبوك "عبدالرحمن بن سعود" لو كان حي وسمع هذا الكلام لمات، وأنا أقول لعبدالمجيد الشتالي: رحم الله أمثالك من المدربين العرب والتوانسة، الذين لم يبق من نوعيتهم إلا عدد أقل من أصابع اليد الواحدة، ففي السنوات الأخيرة لم تصدر تونس إلى السعودية من المدربين إلا "العواطلجية" بعد أن ولى زمن "الكورجية" الذين مارسوا اللعبة كما مارسها كبير الكورجية الشتالي.

اليوم، في ملاعبنا لا يقل عن 100 مدرب تونسي يمارسون مهنة التدريب معظمهم بلا شهادات أو خبرات، فهم فقط ينطبق عليهم الشرط السائد في أنديتنا "رخيص ويمشي الحال"، وتمشية الحال توسعت حتى جعلت دوري الدرجات "الأولى والثانية والثالثة" من دوري إبراز المواهب والتحديات إلى "دوري العلاقات العامة والخاصة"، وكان كل شيء مستور حتى كشف رئيس نادي الباطن ناصر الهويدي جزءا بسيطا من الكل المستور.

لذا، أوجّه كلماتي إلى رئيس الهيئة العامة للرياضة وأقول له: "يا أمير الرياضة أرجو منك أن تفرض العمل في رياضتنا برخصة تصدر من الهيئة العامة للرياضة، وتضع بها شروطا صارمة ومفيدة، حتى لا تجعل كل من هب ودب يعبث برياضتنا، خاصة العواطلجية منهم".

فنحن نريد أمثال الشتالي ومراد محجوب ويوسف الزواوي وعمار السويح وفتحي الجبال، لا من يعبث بأخلاقيات وفنيات كرتنا المغلوبة على أمرها "والله غالب".