نفت واشنطن مجددا تسريبات روسية حول عمليات عسكرية مشتركة مع موسكو في سورية ضد تنظيم داعش، وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إن التحالف الدولي سيواصل ضرب «داعش» دون تنسيق مع روسيا.
فيما تواصل وسائل الإعلام الروسية الترويج لتسريبات مجهولة المصدر حول عمليات عسكرية مشتركة بين موسكو وواشنطن في سورية، نفت واشنطن كل المزاعم. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر بأن الولايات المتحدة لا تخطط للقيام بعمليات مشتركة مع روسيا ضد تنظيم "داعش" في سورية. وقال "لست على علم بمناقشة الأهداف التابعة لداعش. وحسبما أفهم الحديث يدور عن جبهة النصرة فقط في مناطق محددة". مشددا على أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون الضربات الجوية ضد داعش وبدون أي تنسيق مع روسيا".
وقف القتال
تأكيدا على موقف الولايات المتحدة من جهة، وتكذيبا للتسريبات الروسية، أعلن رئيس القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية جيفري هاريجن أن هناك "احتمالا" لقيام واشنطن بإنشاء مركز روسي - أميركي مشترك لتنسيق الضربات الجوية على "جبهة النصرة" و"داعش" في سورية. ولكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن استمرار وقف الأعمال القتالية في سورية 7 أيام متتالية سيشكل الخطوة الأولى في هذا المنحى.
وفيما امتنع هاريجن عن الحديث عن التسريبات المتعلقة بما يسمى بـ"الغارات الروسية - الأميركية المشتركة" في سورية، مشيرا إلى أن ذلك "سابق لأوانه"، قال إن المسألة الأساسية بالنسبة لواشنطن هي "التأكد من أن نظام وقف الأعمال القتالية ينفذ، وأن الروس ونظام بشار الأسد يفعلان أشياء صحيحة خلال الأيام الستة المتبقية".
وعاد هاريجن إلى التأكيد على أنه ينبغي علاج نقاط الخلاف بين موسكو وواشنطن بشأن التفاعل في سورية، وأن الأمر يتطلب بعض الوقت، لأنه يتعلق بسير عملية تطبيق نظام وقف الأعمال القتالية الذي تم الاتفاق عليه بين موسكو وواشنطن ضمن مجموعة الاتفاقات حول التسوية في سورية.
وثائق سرية
في سياق ذي صلة، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن رغبة موسكو في الكشف عن تفاصيل الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي في جنيف. وأعلن لوسائل الإعلام أن الولايات المتحدة ترفض ذلك، وتفضل أن تبقى هذه الوثائق سرية. الأمر الذي أشاع حالة من البلبلة. غير أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر صرح بأن بلاده لا ترى ضرورة في نشر بعض التفاصيل "الحساسة جدا" من الاتفاقات الأميركية - الروسية حول سورية، معربا عن ثقته في أن بقاءها سرية سيسهم في تطبيقها على الصعيد العملي. كما شدد في الوقت نفسه على أنه "من السابق لأوانه نشر هذه التفاصيل، نظرا لكثرة من يريد تقويض الاتفاقات بين الدولتين".