أكدت دوائر سياسية مصرية أهمية التعامل بجدية مع ما أعلنته إسرائيل عن إطلاقها للقمر الاصطناعي أفق 11 إلى الفضاء لأغراض التجسس على منطقة الشرق الأوسط، محذرة من أن "هذا القمر الاصطناعي متقدم من نوعه، وتم إنتاجه في إسرائيل ويستخدم لجمع المعلومات الاستخبارية، إذ بإمكانه تصوير أي نقطة في المنطقة، لافتة في نفس الوقت إلى توسع منظومة الاستخبارات الإسرائيلية التي تستهدف رصد تحركات الجيوش العربية.
وقالت الباحثة المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية، الدكتورة نعيمة أبومصطفى، إن "إسرائيل تعمل منذ تأسيسها على أن يكون لها أذرعها الاستخباراتية في كل مكان بالعالم، وتحديدا بالمنطقة العربية، وعلى الرغم من أن لديها الكثير من الأذرع الاستخباراتية التي تقوم على العنصر البشري، إلا أن هذا لم يمنعها من الاستفادة من كافة التطورات التكنولوجية بهدف تنوع وسائلها التجسسية، حيث إن لديها ذراع التجسس الإلكتروني "سرب نخشون" الذي يغطي العالم العربي، ويستخدم السرب طائرات جولفستريم الأميركية، التي تحمل في داخلها منظومات تجسس ومراقبة وقيادة وسيطرة، وهي طائرات في قمة التطور والتقدم، ويشكل السرب الجوي وحدة قيادة ومراقبة محمولة، حيث تمتلك سربين من هذا الطراز، الأول ينتشر شمال حدودها، والثاني يتخذ من المنطقة الجنوبية قاعدة له.
الوحدة 9900
وفقا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية، فإن وحدة "سرب نخشون" تستهدف مصر على وجه الخصوص، وهناك أيضا الوحدة السرية 9900، وهي وحدة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية هو توجيه الأقمار الاصطناعية لالتقاط صور لمنشآت عسكرية لأي دولة في منطقة الشرق الأوسط، وأن تلك الوحدة تقدم بشكل يومي أحدث الصور للمناطق العسكرية للجيوش العربية والتدريبات التي تجريها، وكل ما يدخل ويخرج إلى تلك الوحدات من الجيوش العربية، إلى مكتب وزير الأمن وكذلك رئيس هيئة الأركان، إضافة إلى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، كما تمتلك إسرائيل منظومة "إيروس إيه 1"، و"إيروس- ب"، واللذين أطلقا في الفضاء في ديسمبر 2000 وأبريل 2006 على التوالي".
ضرورة التنسيق
يرى الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، محمد عبدالله، أن "مواجهة التطور الإسرائيلي في مجال الأقمار الاصطناعية ذات الطابع التجسسي تحتاج إلى تنسيق عربي على كافة الأصعدة العلمية والتكنولوجية والأمنية، سواء من خلال تصنيع وإنتاج تقنيات مماثلة، أو من خلال التشويش على مثل هذه الأقمار لتحقيق أكبر درجة من السرية والإخفاء والخداع وتغطية كل ما يمكن أن يشكل معلومات وهدفا لأقمار التجسس الإسرائيلية، كذلك يمكن تقليل فرصة تعرض الهدف للاستطلاع الفضائي من خلال تفادي فترة عبور القمر لفضاء البلد وهي فترة قليلة نسبيا، ولكن ذلك يتطلب معرفة توقيتات عبور القمر، كما يمكن الاعتماد على وسائل الخداع والتي تعتمد على إظهار الغرض على شكل مخالف لطبيعته وحقيقته، سواء بإعطائه أهمية أكبر أو أقل من حقيقته".
وأوضح تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن نسبة اعتماد الجيش الإسرائيلي على الأقمار الاصطناعية للتجسس على الدول العربية ارتفعت بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية بهدف مراقبة ما يجري في المنطقة العربية، وأنها تسيطر على فضاء جميع الدول العربية بواسطة 6 أقمار صناعية، مهمتها تصوير كل صغيرة وكبيرة تحدث في الدول العربية.