في حيّنا شمال مدينة الرياض، هناك كثير من الفلل الصغيرة المعروضة للبيع، ولكن بحكم أن هذه الفلل قريبة جدا من منزلنا، فقد قررت أن أتصل بالرقم الموجود على اللوحة من باب الفضول.
مساحة الفيلا الواحدة في حدود 350م، وكانت الصدمة أن قيمة الفلا الواحدة مليونان وثمانمئة ألف ريال!
فأخذت الآلة الحاسبة، وافترضت أن مواطنا سيشتريها بالأقساط، ودون أية فوائد خلال 10 سنوات. وبحسبة بسيطة يكون القسط الشهري 23,333 ريال، أما في 20 سنة سيصبح القسط 11,666 شهريا.
سيذهب معظم دخلك الشهري لتقسط منزل بمساحة 350م لـ20 سنة!
تخيل أن تضيّع أجمل سنين عمرك تحت عبء هذه الأقساط، وبعد 20 سنة عندما تتخلص من دفع أقساط المنزل وتملكه تكتشف أنه بحاجة إلى ترميم!
بسبب هذا المنزل الصغير حرمت نفسك وأطفالك أشياء كثيرة، وتنازلت عن أشياء أكثر.
قد يقول أحدهم، إن السعر مبالغ فيه، ولكن في مدينة الرياض وفي حيّ متوسط لن تجد منزلا بأقل من مليون ونصف المليون، أضف إلى ذلك قيمة الفوائد واحسب المبلغ شهريا، ستجد أنه رقم كبير بالنسبة لموظف دخله متوسط.
وهنا ندخل في متاهة أخرى: أيهما أنسب إيجار لـ20 سنة وتوفر نصف المبلغ تقريبا وتستمتع بأجمل سنين عمرك، أم تدفع الضعف لتملُّك منزل وتعيش في تقشف طوال عمرك؟
أزمة السكن قضية تؤرق كثيرا من المواطنين، ومع الأسف حتى الآن لم نجد لها حلا. أكثر الشباب الذين تملكوا منازل، إما بمساعدة عوائلهم أو استفادوا من السكن الذي توفره المؤسسات والجهات التي يعملون فيها، سواء بقروض ميسرة أو مباشرة. ومن النادر أن نجد شابا عمره بين الثلاثين والأربعين استطاع أن يمتلك سكنا باعتماده على نفسه وعلى دخله ودون أي مساعدات.
والسؤال: هل ستستمر هذه الأزمة أم سنجد لها حلا؟