أظن أن الذي يزور بلادنا للمرة الأولى ستصدمه الصورة المشوهة لكثير من بيوت الله.

ربما يصاب بالذهول، لأن الصورة التي وصلت إليه هي صورة الحرمين الشريفين، بجمالهما الروحاني الأخّاذ الذي لا يضاهيه جمال أي مساجد أخرى في العالم.

لا أعلم فعلا، من المسؤول عن هذا التصميم الذي تم تعميمه ليصبح شكلا موحدا للمساجد المنتشرة في أحيائنا. أقولها جادا. لا أعلم!

مؤسف هو الاعتراف بأن أقل المباني جمالا وهيبة في شوارعنا هي بيوت الله عز وجل. لم تعد للمساجد هوية تميزها عن غيرها من مبان.

بل إنها -آسف أن أقول ذلك- تبدو الأقل جمالا ومهابة بين المباني المجاورة، التي يتعب أصحابها كثيرا على جماليات التصاميم والبناء والأسوار والأبواب وغيرها!

خاطبت معالي وزير الشؤون الإسلامية عام 2011. قلت له إن المساجد افتقدت هويتها. اختفت المئذنة. أيضا القبة هي الأخرى اختفت. حتى الأشجار والمزروعات لا تجدها في أي مسجد. أسوار رديئة. على العكس من المباني الأخرى التي تحيط بها أسوار فخمة، وتحاصرها الأشجار الجميلة والورود من كل مكان!

اليوم، وأنا أكتب هذا المقال في مدينة إسلامية شهيرة، تتميز بجمال عمارة مساجدها وجوامعها، أقول للوزير الخلوق، ذي الوجه البشوش، الذي نحبه دون أن تربطنا به أي صلة أو علاقة، يا معالي الوزير: من حق المواطن أن يبني ما يشاء من مساجد وجوامع. لكن ليس من حقه التصرف في أي أمور أو اجتهادات أخرى. أبرزها الناحية المعمارية المتعلقة بشكل وطراز وتصميم المسجد الخارجي والداخلي. هذه الأمور لا بد أن تخضع لاشتراطات وزارتكم الموقرة، فإن كانت هذه هي التصاميم المعتمدة لديكم، فيفترض أن تعيد الوزارة صياغة اشتراطاتها ومعاييرها.

أما إن لم يكن للوزارة دور في هذه التصاميم والصور المشوهة لبيوت الله جل جلاله، فليس أمام الوزارة سوى إقناع المتبرعين بأن يعاملوا بيوت الله ويهتموا بها، كما يهتمون ببيوتهم وقصورهم!

المساجد على مر العصور مؤشر ودليل على جمال العمارة الإسلامية.