فيما لم يتوقع المخلوع علي عبدالله صالح أن تنقل "قناة اليمن اليوم" التابعة له، خطبة يوم عرفة على الهواء مباشرة، وأن تحظى الخطبة بقبول واستمتاع كبير لدى كافة شرائح المجتمع اليمني، لما حملته من دعوات لجمع كلمة المسلمين، ونبذ الخلافات وتوحيد صفوفهم، تفاجأ اليمنيون بظهور بيان على الشريط الاخباري للقناة صادر من مكتب علي صالح يعتبر نقل الخطبة عبر قناة اليمن اليوم خطأ فنيا، زاعما أن الخطبة تحرض على الاقتتال والحروب،
وإثارة الطائفية بين المسلمين، وأضاف بيان المخلوع أن الخطبة كانت انتهاجا للفكر للوهابي التكفيري منبع الإرهاب والذي لا يعبر عن الإسلام المعتدل حامل رسالة المحبة والسلام، وقال في البيان: كان يجب أن تكون الخطبة موحدة للأمة الإسلامية، مع أنها كانت كذلك.
مفاجأة ثانية
وفي مفاجأة ثانية، بثت قناة "اليمن اليوم" في نفس الليلة وبعد بيان المخلوع لقاء مع القائم بأعمال مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة صنعاء القاضي محمد مساعد العرشاني، والذي أكد خلال اللقاء على إعجابه الشديد بخطبة يوم عرفة، وقال "لقد استمعت إليها من بدايتها إلى نهايتها، وكانت خطبة معتدلة ورائعة".
أما المفاجأة الثالثة فقد جاءت على لسان كامل الخوداني وهو أحد المقربين من المخلوع صالح والذي قال لـ"الوطن"، إن "الخطبة لم تسىء لليمنيين ولم تتطرق إلى أي إساءة لهم، والدعاء كان بالنصر على المجوس"، مضيفا أن صالح اعتبر نقل الخطبة خطأ فنيا، وشعار الحج جريمة رغم أنه من شعائر المسلمين، مؤكدا استنكاره لذلك.
وأضاف الخوداني أن هناك من اعتبر الدعاء لعاصفة الحزم بقصف وتدمير الروافض والمجوس إساءة إلى اهل اليمن، مشيرا إلى أن الدعاء كان موجها للمجوس، وأن أهل اليمن ليسوا مجوسا ولا روافض.
وكشف الخوداني أن سبب إصدار علي صالح هذا البيان يأتي لإرضاء الحوثيين، مبينا أن ردة الفعل الغاضبة من الحوثيين تجاه المؤتمر الشعبي العام بسبب نقل الخطبة جعلهم يشعرون بأن الخط الإعلامي للمؤتمر بدأ في السير باتجاه مغاير، مؤكدا أن البيان الصادر من مكتب صالح هو مجرد إرضاء للحوثيين بعد غضبهم إثر إذاعة خطبة عرفة.
تناقضات جذرية
كشف رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات السياسي اليمني نجيب غلاب، أن عددا من الأحداث الأخيرة في اليمن كشفت تناقضات جذرية بين المخلوع والحوثي، مشيرا إلى أن المعلومات تؤكد أن المخلوع يردد للمقربين منه بأنه لم يحن حتى الآن موعد الانقلاب على الحوثيين.
وأوضح غلاب في تصريح إلى "الوطن" أن هناك تناقضات جذرية بين المخلوع والحوثي بعد تشكيل المجلس السياسي الداعي لتوحيد إدارة المؤسسات وإلغاء فكرة الميليشيات واللجان الثورية المهيمنة على المؤسسات، الأمر الذي سيقوي من عزيمة المخلوع، بجعلهم شركاء مع الحوثيين في الوقت الذي أحضر فيه المخلوع رئيسا حوثيا رئيسا للمجلس السياسي. وأضاف "هذا أمر اعتبره الحوثيون لعبة دبرت بليل، على الرغم من تأييد عبدالملك الحوثي لقرار المخلوع، وإجبار اللجان الثورية على تسليم المقرات مع رفضهم لإلغائها".
غضب بحزب المؤتمر
وأشار غلاب إلى أن العناصر المقربة من المخلوع وقيادات حزب المؤتمر تحيط بهم حالة غضب من استمرار اللجان الثورية في السيطرة على المؤسسات، مطالبين بتفعيل المجلس السياسي، وقال "الصراع الداخلي فيما بينهم، دفع صالح إلى عمل تعزية لوفاة الراحومي وهو أحد ثوار سبتمبر وأثناء التعزية كتب خطابا تدميريا ضد دولة الأئمة وهو ما ينطبق على الحركة الحوثية، واعتقد الحوثيون أن هذا الخطاب موجه لهم وليس لبيت حميد الدين قبل ثورة 62، الأمر الذي دفع الكثير من الحركة الحوثية إلى مهاجمة المخلوع".
نية الانقلاب
وأضاف غلاب أن هناك معلومات تؤكد أن المخلوع يقول دوما لأصحابه انتظروا ليس وقت الحوثيين الآن، لرغبة أصحاب المخلوع للانقلاب على الحوثيين"، مشيرا إلى أن نية الانقلاب موجودة عند صالح، لكن الخوف من فشله جعل المخلوع لا يستعجل في الموضوع، وقال "الانقلاب لن يكون إلا بترتيبات خارجية".
وعن المتداول لمحاولة اغتيال المخلوع، أوضح غلاب أن الاعتداء على المخلوع علي صالح كان عن طريق محاولة اغتياله، مضيفا أن "الخبر نشر في موقع أوراق بريس التابع للمخلوع"، وهو ما يثير الاستغراب فيما يحدث بين صالح وحلفائه الحوثيين.