لنعود إلى الخلف قليلا عند إعلان خبر تعاقد النادي الغربي، إبان رئاسة الأمير المحبوب فهد بن خالد مع السوري عمر السومة، بتوصية من البرتغالي الراحل بيريرا، لم تكن متفائلة الجماهير الأهلاوية بسبب عدم قبول ونجاح الاسم العربي كركيزة أساسية ونقطة قوة في الأهلي، وإن لم تخني الذكرة كان آخر العرب الناجحين مع النادي الملكي الثلاثي الشهير "بركات-بدره-أبو شعيب"، ناهيك عن أن فهد بن خالد قد غيّر جلد الفريق حينها للمنافسة على لقب الدوري.
جاء عمر بعد رحيل السفاح البرازيلي فيكتور سيموس الذي رفع سقف الطموح لدى الجماهير الأهلاوية في هذا المركز، وزاد من المسؤولية على المهاجم القادم بعده، أيا كان اسمه، وبعد نهاية أول موسم للضارب عمر السومة، تيقن المجانين أن في وجوده فرصة "عمر" لتحقيق الدوري الغائب، ولم يكونوا يعلمون أنه بكل هذا السخاء أمام المرمى، بكل هذا العنفوان.
المنطقة المحرمة حلاله، وفي هز الشباك يجد قوت يومه، وفي حسرات الحراس يجد قيمته، لم يُبق ناديا ولم يذر إلّا وأذاقه شيئا من هذا المُر، هز شخصيات حرّاس، وقلل من ثقة مدافعين في أنفسهم، وكشف مهاجمين على حقيقتهم.
السومة ظل للأهلي وضلال على غيره، قال عمر في لقاء تلفزيوني قبل ارتدائه القميص الأخضر سأكون هدّاف الدوري في أحد المواسم وكان كذلك في كل المواسم، قلّ ما تجد لاعبا بكل هذه الشراسة وليس له أعداء إلا الحراس.
تحبه الجماهير على اختلاف أذواقها وانتماءاتها. عمر بمثابة درس احترافي يجب الاستفادة منه على مستوى الأندية والمنتخبات. كل هذا الاحتراف جعل عمر يتصدر لاعبي العالم بتسجيله 50 هدفا في 45 لقاء، أي في أقل من 50 مشاركة في دوري المحترفين السعودي.