وسط حشود الحجيج، يشد انتباهك عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، الذين يحرصون على تأدية مناسكهم وهم جالسون على كراسي متحركة، مما يجسد العزيمة والإصرار، التي تنعكس على ابتسامات مشرقة على محيا كل منهم، رغم مشقة الحج، وصعوبة التنقلات.

 إصابة قبل الحج

"الوطن" عاشت يوما مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ورصدت العديد من القصص الإنسانية، حيث ذكر محمد الحربي أنه نوى الحج قبل شهرين، واستكمل إجراءات الحج، إلا أنه قبل شهر تقريبا وقع له حادث مروري تسبب في إصابة بقدمه جعلته يلازم كرسيه المتحرك بشكل مؤقت، مؤكدا أن الإصابة لم تحرمه من الحج وخاصة أنها المرة الأولى التي يحج فيها. وأضاف أنه كان ينوي الحج وحده، ولكنه استطاع إقناع أخيه الأكبر بالحج معه، بعد أن أصبح صديقا للكرسي المتحرك، مؤكدا أنه رغم التعب والمشقة، فإنه يطمح في الأجر والثواب من الله. وقال الحربي إن الجهات المعنية بالحج قدمت جميع المساعدات والتسهيلات التي يحتاجونها.

 كرسي متحرك

فيما ذكر علي ساعد أنه ملازم كرسيه المتحرك منذ الولادة، إلا أنه أصر هذا العام على أداء الحج، لأنه يعتبر نفسه قادرا نتيجة التسهيلات والخدمات التي تقدم من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، موضحا أنه يشعر بروحانية المكان وسعادة غامرة منذ قدومه إلى بيت الله الحرام، مشيرا إلى أن ابن أخته الذي ظفر بالحج هذا العام ساعده في أداء المناسك.

 السير على عكاز

فيما ضرب عبداللطيف أحمد أروع قصص الإصرار عندما يتحرك على عكازيه بين حشود الحجيج، رافضا الجلوس على الكرسي المتحرك، وعندما سألته "الوطن" عن سبب عدم استخدامه الكرسي المتحرك، قال إنه يستخدم العكاز منذ 23 عاما، ولا يحتاج لغيره، موضحا أنه يتنقل بين المشاعر بكل بساطة، ولا يجد أي معاناه أو تعب. واختتم حديثه قائلا "منذ ربع قرن تقريبا وأنا أسير بهذه الطريقة، ومن الواجب أن أسير نحو الأعمال التي تقربني إلى الله عز وجل".

يذكر أن الجهات المعنية بشؤون الحج قدمت العديد من العربات الكهربائية في موسم حج هذا العام، تعمل جميعها بمنشأة الجمرات والمناطق المحيطة، بهدف تيسير أداء الحجاج لمناسك الحج. وتخدم العربات الكهربائية الحجاج من ذوي الاحتياجات الخاصة.